في عام 1402هـ ومنذ هذا التاريخ كانت تعقد في منزل الدكتور راشد المبارك ندوة ثقافية أسبوعية مساء كل أحد عرفت -آنذاك- بأحدية راشد المبارك، وعدت في ذلك الحين بأنها أحد معالم الثقافة في عاصمتنا الحبيبة الرياض، ومن الصالونات الثقافية الرائدة التي يلتقي فيها أهل العلم والأدب والثقافة.
وقد شبهها بعض المثقفين بالجامعة المفتوحة؛ لتنوع موضوعاتها حيث إنها تتناول قضايا الأدب والشعر، والاقتصاد، والفلسفة، والاجتماع، والتاريخ، وعلم الذرة، والإلكترونيات، والليزر، والأشعة السينية، والنظرية النسبية، إضافة إلى العلوم الكونية، وعلوم الطب، والصيدلة، والحاسب، والحاسبات الآلية.
وكانت هذه الندوة تستقطب نخبة ممتازة من المفكرين والعلماء والمثقفين من المملكة إلى جانب استضافتها المشاهير والنخب من العالم العربي في السياسة، والفكر، والأدب، والعلوم المختلفة، ومن أبرز وأشهر من حضر لهذه الندوة أو حاضر فيها من العالم العربي، هم:
1- الشيخ محمد الغزالي.
2- الشيخ حسن الترابي.
3- العالم فاروق الباز.
4- فيصل الحسيني.
5- روجيه جارودي,
6- عبد القادر القط.
7- عبد الرزاق قدورة.
8- محيي الدين صابر.
9- بدوي الجمل.
10- سليمان العيسى (الشاعر السوري).
وقد ارتاد هذه الندوة أمراء وأدباء وعلماء أكاديميون، وطلاب من الجامعات، والمختصون في شتى أنواع العلوم والمعرفة. ومما يمتاز به صاحب هذه الندوة الدكتور راشد المبارك -رحمه الله- أن كل ضيف لديه مهمٌّ، بغض النظر عن سنه أو مكانته أو شهادته العلمية التي يحملها. وكان الحاضرون ينتظرون بفارغ الصبر مداخلته وتعليقاته القيمة على المحاضرة فهو يضفي عليها جمالاً ورونقًا، ويوضّح بأسلوبه الراقي المرتب بعض الأفكار التي وردت في المحاضرة وتحتاج إلى توضيح، ويكمل ما نقص منها. ومن أبرز إنجازاته أولاً: مساهمته الكبيرة في إنجاز مشروع الموسوعة العربية العالمية التي قام بدعمها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله رحمة واسعة-، وثانيًا: رئاسته للمجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتنمية والثقافة والعلوم في المغرب العربي، وثالثًا: تأليفه لعدد من الكتب العلمية القيّمة، وهي:
1. كيمياء الكم.
2. هذا الكون ماذا نعرف عنه؟
3. فلسفة الكراهية.
4. شموخ الفلسفة وتهافت الفلاسفة.
5. قراءة في دفاتر مهجورة.
6. من قضايا المجتمع السعودي.
ولهذه الندوة لجنة علمية برئاسته -رحمه الله-، ومن أعضائها:
1. الأستاذ الدكتور عز الدين موسى.
2. الأستاذ الدكتور مرزوق بنت تمباك.
3. الأستاذ الدكتور يحيى أبو الخير.
4. الأستاذ الدكتور عبد العزيز الواصل.
بالإضافة إلى نخبة من الأكاديميين الكرام، واستمرت هذه الندوة لمدة (30) عامًا، وبعد وفاته -رحمه الله- استمرت لمدة ثلاث سنوات، ثم توقفت بعد جائحة كورونا، لذا فإنني أُهيب بأبنائه البررة وأعضاء اللجنة العلمية للندوة بإعادتها كما كانت شمعة مضيئة في سماء الرياض، تخليدًا لذكرى مؤسسها الدكتور راشد المبارك -رحمه الله-، ولكي تعود كما كانت في طرح موضوعات المجالات المختلفة في العلم والأدب والفكر، وشتى أنواع العلوم والمعرفة العلمية والإنسانية.
** **
د. زيد بن علي الدريهم - أحد طلاب الدكتور راشد المبارك -رحمه الله- في مرحلة البكالوريوس والماجستير بقسم الكيمياء كلية العلوم بجامعة الملك سعود.