الثقافية - علي القحطاني:
يعتبر كتابها «حد الذاكرة» وثيقة مهمة في مسيرة المرأة السعودية بكل ما شهده المجتمع من تحولات وتبدلات، وفي لقاء د.عائشة المانع مع «الثقافية» تحدثت عن مراحل حياتها وتعليمها المبكر في مصر وواصلت التعليم بعد ذلك في بداية الستينيات في» لبنان» التي كانت سحر الشرق ومركز المال وعاصمة الثقافة والصحافة والنشر ومسيرتها الوظيفة بعد عودتها من الابتعاث، وتحدثت عن والدها الشيخ محمد المانع أول مترجم في ديوان الملك عبد العزيز، وقام خلال عمله في الديوان الذي استغرق تسعة أعوام بالترجمة في عدد من اللقاءات المهمة للملك عبد العزيز، وكتب عن سيرة المؤسس تحت عنوان «توحيد المملكة العربية السعودية «باللغة الإنجليزية، وهو كتاب موجّه في الأساس للقارئ الأجنبي، وكانت خاتمة اللقاء أنها أوقفت جميع أموالها وعقاراتها وممتلكاتها لتعليم المرأة السعودية ولتمكين الطالبات من الأسر المحتاجة لمواصلة تعليمهن العالي بالجامعات، وقد حرصت من خلال أوقافها (وقف رفيف العلمي)على دعم التعليم لأنه أساس التغيير لنهضة المجتمع وتقدم الأمة.
كتابي «حدّ الذاكرة» وثيقة مهمّة
الكتاب «حد الذاكرة» يعتبر وثيقة مهمّة في مسيرة المرأة السعودية، بكل ما شهده المجتمع من تحولات وتبدلات.. حديثنا عن هذا الكتاب.؟
عندما قررت أن أكتب مذكراتي كنت في الحقيقة أُدوّن مذكرات وطن وقصة المرأة السعودية عبر مسيرة نهضتها وتطورها. فكتابي «حدّ الذاكرة «لا يمثلني فحسب لكنه يمثل جميع نساء الوطن اللاتي عانين مثلما عانيت، وواجهن ذات الظروف والعقبات التي واجهت إلى أن تحقق لنا ما وصلنا إليه اليوم من تمكين المرأة وتقوية لحضورها وتعزيز لحقوقها، في ظل قيادة استثنائية وشجاعة على يد الملك سلمان أطال الله لنا في عمره وولي عهده صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ورؤية المملكة 2030.
أما الكتاب فهو يلخص مراحل حياتي التي كانت تدخل منعطفا جديدا ومختلفا كل عشر سنوات، فالمرحلة الأولى كانت مرحلة الطفولة مع الكتاتيب وحفظ القرآن ثم السفر إلى مصر لغرض الدراسة الابتدائية بعدها مرحلة الشباب والدراسة في لبنان، ثم مرحلة التعليم الجامعي والغربة الحقيقية في أمريكا ثم تجربتي في العمل الحكومي بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وكذلك تجربتي في العمل الخاص بتأسيس أول شركة نسائية مع زميلات لي، بعدها تجربتي في العمل بشركتنا العائلية وصولا لإنشائي كلية محمد المانع للعلوم الطبية ووقفي التعليمي الخيري. وكل مرحلة كانت تعكس الخلفية التاريخية والاقتصادية والاجتماعية التي مر بها المجتمع السعودي بما فيها من خطط التنمية الأولى التي اعتمدتها الدولة وأثرها على المجتمع والمرأة.
البدايات
والدك انتشلك من الجهل والواقع والتهميش الذي كانت تعيشه المرأة _آنذاك_ من عادات بالية وتقاليد المجتمع مخالفا رغبة والدتك وجدتك ليسافر بك إلى مصر وأنت طفلة لم تتجاوز الثامنة؟ لاسيما أنك ولدت في مجتمع أبويّ الطابع، يكرس سلطة الأب في العائلة.. ليتك تتحدثين عن تلك المرحلة؟
لقد أنعم الله عليَّ بأب ذي فكر نير، كان محبا للعلم والتعليم ومشجعا عليه فقد خطفني، وأنا في عمر الثماني سنوات من حضن أمي وجدتي دون علمهما أو موافقتهما، وسافر بي إلى مصر ليعلمني لأن التعليم لم يكن قد دخل إلى المملكة بعد، ولا أنسى كيف أمسك بكلتا يدي وأنا على مقعد الطائرة التي كنت أركبها للمرة الأولى، وقال لي (أريدك أن تتعلمي، وتعلمي بنات بلدك لا أريدك أن تكوني مثل أمك وجدتك)، وهذا الذي كان حيث استمررت في الدراسة بالمدرسة الإنكليزية بالإسكندرية حتى وصلت للصف السابع الإعدادي. واستمر والدي في دعم دراستي إلى آخر مراحل تعليمي العالي، وكان لي السند والعون والمشجع طوال فترة حياتي.
البصمة في الإدارة
حرصت على أن تتركي بصمة في كل الإدارات التي عملت بها، وساعدت في تطويرها لأنك تعتبرين ذلك واجبا عليك القيام بها؟ ما أهم مرئياتك التي كنت تودين تحقيقها من خلال ذلك؟
لقد كنت حديثة العهد مع تجربتي الأولى في العمل عندما عينت كأول مديرة لمدرسة ابتدائية للبنات، وكنت لا أزال طفلة صغيرة لكني أحمل الشهادة الابتدائية كان والدي يوصلني للمدرسة، ويعلمني ماذا عليَّ أن أفعل، غير أن العمل الناضج الحقيقي الذي بدأت فيه حياتي العملية كان عندما عينت مديرة للإشراف على المكتب النسائي بالشؤون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية، وكان حينها منصبا مستحدثاً حيث كانت تجربتي غاية في الصعوبة، فأنا أحمل شهادة عليا ومديري المباشر لا يحمل مؤهلا جامعيا كانت إدارة الشؤون حديثة العهد مثل باقي إدارات الدولة ينقصها التنظيم الذي يحكم أداء وعمل الموظف، لهذا فقد اصطدمت بواقع تلك الإدارة على الرغم من حرصي الشديد على تطبيق ما تعلمته بها ونقلها من مكتب يدار على نحو عفوي ارتجالي إلى نظام العمل المؤسسي الذي يستند إلى اللوائح والأنظمة والتعليمات الملزمة، وقد فشلت في ذلك حينها مما دفعني للاستقالة.
أما الإدارات الأخرى التي عملت بها فكانت قاعدتي في العمل بها تقوم، وتستند الى أن النشاط ليس برفع الشعارات، بل المبادرة في العمل والتطوير في الأداء وإيجاد الحلول للمشكلات والسعي لتخفيض الهدر وزيادة الإنتاج، ويأتي على رأس كل ذلك جعل العمل ذا طابع مؤسسي يعتمد على تطبيق القوانين واللوائح لا على اجتهادات فردية لا تستند للواقع أو المنطق.
«وقف رفيف العلمي»
«وقف الرفيف العلمي» هو وقف خيري تعليمي لمساعدة الطلبة المحتاجين وبخاصة الفتيات على مواصلة مسيرة تعليمهم العالي ليكونوا قادرين على مساعدة أنفسهم وذويهم وخدمة وطنهم لا أن يكونوا عالة عليه.. حديثينا عن هذا الوقف؟
أردت أن أختم حياتي المهنية بعمل يكرس، ويخدم القضية الأساسية التي أمضيت عمري في دعمها والدفاع عنها ألا وهي قضية تعليم وعمل المرأة، وهي من القضايا الحقوقية التي عملت بكل جد، وعلى جميع الأصعدة وكافة الميادين لدعمها ونصرتها فتعليم الفتاة من وجهة نظري هو إنقاذ للأسرة من الحاجة والعوز، ولطالما رددت بأن (علم فتاة تنقذ أسرة، وتسمو بوطن) وقد جعلت من هذا القول هدفا أسعى لتحقيقه كلما تسنى لي ذلك.
لهذا فقد انصب تفكيري وهدفي على تأسيس ما يخدم هذا التوجه، ويدعم تعليم الفتيات على وجه الخصوص فأسست وقفا خيريا تعليمياً لدعم تعليم الفتيات أسميته وقف الرفيف العلمي هدفه إعطاء الفرصة لغير القادرين على مواصلة دراستهم، بسبب أعباء الرسوم الدراسية لإكمال تحصيلهم العالي على اعتبار أن التعليم هو حق للجميع، وقد وفقني الله بأن تعاقدت من خلال كلية محمد المانع مع ما يزيد عن ست عشرة جمعية خيرية بعموم المنطقة الشرقية لرعاية ودعم الطلبة المحتاجين المحولين من تلك الجمعيات للدراسة بالكلية، وقد بلغ عدد الطلبة المقبولين بالمئات، وتخرج منهم العشرات حتى الآن إلى جانب أن هذا الوقف يدعم أيضا الأبحاث والدراسات المختصة بالمرأة بما يحسن من ظروفها، ويزيد في تمكينها.
أول مترجم في عهد المؤسس
والدك الشيخ محمد المانع أول مترجم في ديوان الملك عبد العزيز، وقام خلال عمله في الديوان الذي استغرق تسعة أعوام بالترجمة في عدد من اللقاءات المهمة للملك عبد العزيز.. ماذا يعني الوالد لديك د. عائشة؟
والدي هو كل حياتي إنه منحة من الله لي فقد أكرمني الله بهذا الأب الحنون المثقف بعيد النظر الذي كان لا يميز بين أبنائه الذكور والبنات فيعطي الجميع الفرصة ذاتها لقد ترك بصمة في حياتي كلها وبجميع مراحلها -رحمه الله- فقد كان ملهمي ومثلي الأعلى وسندي في هذه الحياة. ولا أبالغ إذا قلت إنه وبعد مرور أكثر من خمسة وثلاثين عاما على رحيله بأنني لا أزال أفتقده وأذكره يوميا وكأنه لا يزال بروحه معنا. ثم إن صورته لا تزال، وستبقى تعلو فوق مكتبي في كل مكان عملت فيه أوذهبت إليه.
سيرة المؤسس باللغة الإنجليزية
لماذا والدك الشيخ محمد المانع كتب سيرة المؤسس باللغة الإنجليزية ابتداء (توحيد المملكة العربية السعودية)؟
والدي كانت بدايات والدي في الزبير بالعراق حيث درس بمدارس تحفيظ القرآن الكريم بمدرسة النجاة، وبعد انتقاله مع والده للهند حيث كان جدي يمتهن تجارة الخيول العربية درس في المدارس الهندية، وتعلم اللغة الإنكليزية ولغة الأوردو، وأصبح يتقنها بطلاقة. وقد كان يطالع المراجع والكتب الثقافية العالمية باللغة الإنكليزية إلى جانب قراءته اليومية للصحف العالمية باللغة الإنكليزية إذ لا يوجد صحف عربية أنذاك وبحكم ثقافته باللغة الإنكليزية واطلاعه الواسع لذلك جاء كتابه بتلك اللغة مع الإشارة الى أن النسخة العربية من الكتاب لم تكن أقل أهمية أبدا عن نسخته الإنكليزية.
المدرسة الإنجليزية في الاسكندرية
ذكرت في كتابك أن أهم المحطات في حياتك انتسابك إلى مدرسة عالمية متقدمة بالفعل المدرسة الإنجليزية في الإسكندرية لأن التأسيس العلمي والنفسي والثقافي والحضاري في سنوات مبكرة ستكون له انعكاسات عالية على امتداد العمر صفي لنا البرامج الثقافية والفنية الترفيهية المصاحبة للأنشطة المدرسية والساعة المخصصة للقراءة الحرة؟ ليتك تتحدثين عن هذا الجانب؟
كان انتسابي للمدرسة الإنكليزية الإنجيلية بالإسكندرية بمثابة صدمة حضارية لي كطفلة قادمة من صحراء المملكة _أنذاك_
فالمدرسة وسكنها الداخلي كانت بالنسبة إلي عالما جديدا مختلفا عما اعتدت عليه، وقد بدأ التغيير في حياتي من اليوم الأول لانضمامي لتلك المدرسة وسكنها، فمن الانتقال من تناول الطعام باليد إلى استخدام الشوكة والسكينة إلى كل تفاصيل الحياة الأخرى مرورا باللباس ونظام الحياة والنوم والاستيقاظ وتعلم الإتيكيت لقد علمتنا المدرسة الانضباط في السلوك، وتركت لدينا هوية ثقافية مختلفة عما اكتسبناه من قبل. تعلمنا ومارسنا جميع أنواع الرياضات المعروفة، أما الرحلات فكانت رحلات هادفة، وتترك في النفس ذكرى لا تنسى لأماكن لا تنسى.
إن سياسة المدرسة الإنكليزية كانت تتجاوز في أهدافها تعليم الطالب العلوم الأساسية، بل كانت تهدف لخلق إنسان منظم وحضاري ذي قيم إنسانية ودينية.
سحر الشرق في بداية الستينيات
عشتِ في لبنان وواصلت التعليم هناك في بداية الستينيات، وكانت لبنان سحر الشرق ومركز المال وعاصمة الثقافة والصحافة والنشر ما الذي تعلمته في تلك الفترة من لبنان المزدحمة بالفن الأصيل والذوق الرفيع في عالم الموضة والعطورات والأناقة، والسياحة، والجمال، والآثار؟
لبنان له في القلب والوجدان مكانة خاصة فقد تعلقت بهذا البلد الجميل بكل تفاصيله طبيعته الخلابة ومأكولاته المميزة وشعبه المثقف الذي يتمتع بقدر عال من الذوق ومحبة الحياة، ولا أنسى فيروز التي تجدها حيثما جلست، وحيثما ذهبت فهي الحاضرة دائما وأبدا مع كل الصباحات في لبنان.
دراستي في لبنان أيقظت بداخلي الوعي القومي، واستثارت مشاعري تجاه القضية الفلسطينية لأنصرف إلى دعمها، ولو كان على حساب مصروفي الشخصي. في لبنان يتنفس الناس الحرية ويمارسونها حيث تنوع الثقافات والأديان والطوائف.
تعرفت في لبنان على مختلف الأحزاب والتيارات السياسية لكنني ونزولا عند نصيحة والدي لم أنتسب لأي منها فقد نصحني والدي بأن تلك الأحزاب تصادر من المنتسب لها حريته الفكرية، وتجعله كما القطيع يسير خلفها، وقد عملت بتلك النصيحة وبقيت بعيدة عن أن أكون مؤدلجة مع أي تيار فكري أو سياسي، أما نزار قباني فقد كنا ننتظر زيارته لنا بالسكن الجامعي حيث كان يلقي علينا قصائده الجميلة. وباختصار فقد شكل لبنان هويتي الثقافية وترك بي أثرا لا يُمْحَى.
قصائد نزار قباني
كان الشاعر نزار قباني يحضر إلى السكن الجامعي ليجلس في الصالة مفترشا الأرض ثم نجتمع نحن الطالبات حوله ليلقي الشعر على مسامعنا كنت تقتنين دواوينه الشعرية وتتابعين؟ إنتاجه وحضوره بصورة كبيرة.. ماذا كان يعني حضور نزار قباني في ذاكرتكم كشاعر ونحن نحتفي بعام 2023 عام الشعر العربي؟
يقال إن الشعر هو ديوان الأمة فهو الوعاء لمخزونها الثقافي وهو المؤرخ الأمين لبطولاتها ورجالاتها ومواقفها عبر الزمن، لقد كان لنزار قباني الشاعر العربي الأصيل الملتزم دوراً كبيرا في رفع درجة الوعي لدينا بقضايا الأمة إلى جانب ما يتركه هذا الشاعر بنفوس سامعيه من رقي في المشاعر والأحاسيس التي تحركها بداخلنا كلماته الرقيقة المعبرة وشاعريته التي صدح بها في كل أرجاء الوطن العربي.
العودة للوطن بعد الابتعاث
في عام 1961 كنت مديرة لأول مدرسة ابتدائية للبنات في الدمام وفي منتصف العام 1972 عدت إلى الوطن بشهادة الماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية متخصصة في علم الاجتماع لكنك اصطدمت بالواقع عندما تم رفض توظيفك، وكون تعليمك ودراستك في الخارج لا تتناسب مع توجهات الرئاسة العامة لتعليم البنات حتى أرامكو الشركة العملاقة لم تكن توظّف امرأة سعودية في تلك الفترة؟ كيف واجهت هذا الأمر؟
بالفعل بعد عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية، وأنا أحمل شهادة الماجستير في علم الاجتماع فوجئت بأنني لم أجد فرصة للعمل لقد أراد والدي أن أعمل معه بإدارة المستشفى، وكان معلقا عليَّ الآمال الجسام لكنني رفضت ذلك العرض منه لأنني كنت أخطط لنفسي طريقا آخر وعملا أستطيع من خلاله خدمة بلدي وقضايا المرأة فيه فانطلقت للبحث عن فرصة عمل مناسبة لكني وجدت جميع الأبواب موصدة في وجه عمل المرأة عموما، وليس أمامي فقط، وقد كان بعضهم يرفض قبولي للعمل بسبب أنني أحمل مؤهلا علميا عاليا في حين أن مديري الإدارات هم من أصحاب الشهادات الدنيا. وبعضهم كان يسوّغ رفضه باعتبار أنني درست باللغة الإنكليزية، وهي لا تتناسب مع طبيعة العمل بالرئاسة العامة لتعليم البنات. لهذا فقد توجهت لمنظمة الأمم المتحدة، بسبب أن عددا من زميلاتي في الدراسة قد سبقوني للعمل في هذا المجال مثل الدكتورة ثريا عبيد والأستاذة سلافة البسام فتقدمت بطلب للعمل بتلك المنظمة في كل من سويسرا وفرنسا ولبنان حيث سافرت لكل تلك الدول لمتابعة طلبي ولحسن الطالع وعندما كنت في لبنان وصلني ردّ من قبل إدارة المنظمة بقبولي للعمل معهم باليونيسيف في دبي ما أزعج والدي حيث كان هو من تلقى هذا الرد الذي أرسل على عنواني بالسعودية فما كان من والدي إلا وأن قابل وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الشيخ عبد الرحمن أبا الخيل شاكيا له هذا الوضع مستنكرا بألا تجد ابنته خريجة أرفع الجامعات العالمية عملا بالمملكة فما كان من وزير الشؤون إلا، وأن عرض عليه تعييني كمديرة لمكتب الإشراف النسائي بالمنطقة الشرقية، وقد كان هذا المنصب مستحدثاً فهاتفني والدي للعودة للمملكة وحين عودتي التقيت مع الوزير أبا الخيل وتسلمت منه خطاب تعييني بالمنطقة الشرقية.
وقف تعليمي للمرأة السعودية
للأوقاف مكانة كبرى عبر تاريخ المجتمعات الإسلامية نظرا لما لها من آثار إيجابية تعود بالنفع العام على المجتمع وأفراده، وسجل لنا التاريخ نماذج حضارية مضيئة لسيدات أوقفن بأموالهن مدارس ومساجد ومنافع عامة للناس حدثينا عن رغبتك في إنشاء وقف تعليمي خاص بالمرأة؟ هل صحيح أنك أوقفت جميع ما تملكين من عقار ومال وأسهم وسندات لخدمة المرأة؟
هذا بالفعل ما حصل فقد أوقفت جميع ما ملكته يدي في هذه الدنيا سواء ما حصلت عليه ميراثا من عائلتي أو ما جنيته بتعبي وعرق جبيني كما يقال سواء من أراضٍ وعقارات أو عمارات مع الأسهم بشركتي العائلية وحصتي من أسهم بالشركة القابضة من ميراث وغيره، وكل أموالي، وجعلت منها وقفا تعليميا خيريا لتمكين الطالبات من الأسر المحتاجة لمواصلة تعليمهن العالي بالجامعات، وقد حرصت على دعم التعليم لأنه أساس التغيير لنهضة المجتمع وتقدم الأمة.
** **
@ali_s_alq