مسعدة اليامي - «الجزيرة الثقافية»:
الكاتبة الساردة من منطقة نجران ندى الحائك،بكالوريوس كيمياء من جامعة نجران،بكالوريوس لغة انجليزية من جامعة الملك فيصل،دبلوم موارد بشرية،صدر لها مجموعة من الأعمال هي: (رواية مهاجر في غربة العشق، يكحى أن مجموعة قصصية،شذرات ندية،العزير: و هو عبارة عن سيرة ذاتية عن والدها -رحمه الله-لكونه كان أحد رواد التعليم بمنطقة نجران،رواية أوف لاين.
الحكاية تقرر سير التدفق
لماذا أكتب وماذا أكتب؟هل سألت نفسك تلك الأسئلة قبل الشروع في الكتابة؟
أكتب لأتخفف..أتخفف من الحكايات المحبوسة..لأرسم حدا للنسيان..لا أظن أن الكاتب يقرر ماذا سيكتب.. أعتقد أنها عملية متدفقة بطريقة واعية ولا واعية في الوقت عينه.. إنها الحكاية التي تقررسير التدفق..الكاتب فقط يوجه المسار بأدواته.أعتقد أنني أكتب لأطلق سراح الحكاية
كيف كانت البداية؟
بدايتي ككاتبة كانت مليئة بطاقة مندفعة تريد أن تسابق الوقت..لكنني تعلمت أن أحتفظ بالطاقة تلك مع الوعي بمسؤوليتي تجاه النص
الكتب الصوتية ساعدتني على الموازنة بين اللغتين.
كيف حالك مع خير جليس؟
لدينا علاقة مذهلة..ألجأ إليه كلما احتجت لأن أشحن طاقتي بعد كل معركة لي مع الحياة..أجد معه وبرفقته كل ما أحتاج..في العامين الماضيين تعرفتُ إلى الكتب الصوتية وأصبحت معظم قراءاتي سمعية باللغة الإنجليزية..أخصص الكتب الصوتية للكتب التي أريد قراءتها باللغة الإنجليزية ..والكتب الورقية لقراءاتي باللغة العربية..ساعدني هذا الترتيب على الموازنة بين اللغتين وتطوير لغتي الإنجليزية إلى مستوى متقدم أكثر مما هي عليه..
أهم شيء المصداقية
كتبتِ( الرواية،القصة،السيرة ) هل تنوين أن تكملي في ذات الخط أم أن هناك نية في أن يكون لك مشروع خاص في كتابة نوعية؟
لا أحد يعرف أين سيأخذني الطريق في مجال الكتابة الإبداعية ..أعتقد أن الشيء الأهم تجاه أي مسلك هو المصداقية ..أن تكون حقيقياً مع النص مهما كان نوعه..
القراءة ليست لتسلية
يقال: إن قراءة الرواية تسلية ـ فهل كتابة الرواية تسلية ـ وما الفروق التي اكتشفتِ بين كتابة روايتك الأول والثانية؟
أعتقد أن بإمكاني القول إن القراءة ليست للتسلية..الفكرالسائد في الماضي كان يؤطر القراءة على أنها هواية..اكتشفت أنها ليست كذلك..بدأت أؤمن أنها أسلوب حياة..إنها التزام..نوع من الانضباط.. كلما أحسست أن مسار حياتي تخلله بعض الفوضى أجدني ألجأ للقراءة..أجد في عملية القراءة نفسها نوعا من المنطق الذي يرتب الأمور ويضعها في نصابها ولاسيما إن كان الكتاب الذي بين يديك نفيسا..وهذا الشيء يسري على الكتابة..الكتابة قد تبدأ كمحاولة أحدهم للقيام بنزهة..يختار أي فكرة ويبدأ كتابتها دون التخطيط لما يريد أن يقوله عبر هذه الكتابة..دون دراية منه بأدواته التي سيستخدمها لكن مع كل كتابة جديدة بدأت أدرك المسؤولية الملقاة علي ككاتبة تجاه هذا النص، قد تكون الحكاية أو الفكرة موجودة لكنها مسؤوليتك ككاتب أن تقدم هذه الفكرة بطريقة تُشعر القارئ أنك تحترم وقته الذي سيجده لقراءة ما كتبته .هذا لا يعني ألا يستمتع الكاتب بعملية الكتابة..لازالت كل تجربة نزهة وأستمتع بها لكني أقوم بها برؤية واعية..تجاه الحكاية وتجاه أدواتي..وتجاه القارئ.
راضية و القادم له كلمتهُ
هل تمكنت من كتابك صوت المواضيع التي كانت تؤرق منامك خلال رواياتك وقصصك؟
ربما بدأت في ذلك لكنني لن أقول إنني راضية تمام الرضا..لا أظن أن الكاتب الجيد يرضى عما كتبه..أحب أن أفكر أنني سأقوم بإلقاء الضوء على المواضيع التي تؤرق فكري في الإصدارات القادمة بإذن الله..
في عالم الكتابة وإن لم أنشر
أين أنت اليوم من عالم الكتابة ،و ما الأسباب التي بسببها توقفت عن طباعة أعمال جديدة؟
لا زلت في عالم الكتابة ..لكن لم أنشر شيئاً مؤخراً..منذ نوفمبر في عام 2019 بدأت كتابة رسائل لابنتي المستقبلية ولا زلت مواظبة على كتابتها إلى الآن ..هي تعتبر خلاصة تجاربي و منظوري للحياة، لن أقوم بنشرها..لأنها رسائل شخصية لكن هذا لا يعني أنها لا تعتبر كتابة إبداعية ..لأنني أكتبها بذات المسؤولية التي أكتب فيها نصاً إبداعياً..لا أعتبرها يوميات لأنها ليست كذلك بالتأكيد قد أكتب رسالة في الشهر أو رسالتين وقد تمر أشهر دون كتابة شيء ..أما عن توقفي عن طباعة ونشر أعمال جديدة، لا يوجد سبب محدد سوى انشغالي في البحث عن وظيفة والتركيز على إمكانية إكمال دراساتي العليا و توجهي مؤخراً إلى الترجمة واكتشاف شغفي بها..تركيزي على تطوير نفسي في الكتابة الإبداعية بالقراءة في المواضيع التي تخصها ولعل أهم حدث كان حضوري لدورة مهارات كتابة الرواية للكاتبة بثينة العيسى العام الماضي في الرياض..لم تكن دورة اعتيادية بل كانت بالنسبة لي خلاصة تجربة شخص..قارئ وكاتب في الوقت نفسه يشعر بأهمية و قداسة عملية الكتابة..
عملي الجديد أحتفظ بملامحه كاملة
هل تعكفين على كتابة عمل ما،وهل لنا شرف ذكر بعض الملامح عن ذلك؟
أجل ..هناك عمل يأخذ مساحة كبيرة من تفكيري ولا يدع مجالاً لأي فكرة أخرى للبزوغ ما لم أنهه ..العمل سيكون مفاجئاً لمن قرأ لي من قبل ..أحب أن أفكر أنه نقلة نوعية لي ككاتبة من نجران..أود لو أخبركم شيئا عنه لكن دعونا نحتفظ بملامحه كاملة لحين خروجه إلى النور..
كيف حال كتاباتك مع النقد؟
لها نصيبها من النقد..رواية اوف لاين كانت ضمن دراسة قام بها الناقد محمد محمود حسين هندي لروايات تتكلم عن الواقع الافتراضي في الرواية لكن لم تصلني نسخة إلى الآن وأرجو أن تصلني في القريب العاجل.
لم تتم دعوتي
أين أنت من المشاركة فيما يقدم من برامج ثقافية من قبل الشريك الأدبي ـ نادي آفاق و غيره من المؤسسات الثقافية بنجران؟
أعترف أنني بعيدة عن معظم الفعاليات الثقافية التي تقام في المنطقة من قبل الشريك الأدبي أو أي فعالية أخرى لكن بصراحة لم تتم دعوتي إلا لعدد قليل من الفعاليات وتكون الدعوة قبل يوم واحد من الفعالية فلا أجد الوقت لترتيب جدولي وفقا لها..
شاركت في نشاط (تعال نكتب)
شاركت في برنامج نجران تقرأ كيف كان ذلك العمل وأين هو اليوم؟
أظنك تعنين برنامج تعال نكتب وهو امتداد لفكرة الشاعر قاسم سعودي للبرنامج ذاته (تعال نكتب في بغداد).. كانت تجربة جميلة أشعرتني بمدى أهمية إدخال البرامج الثقافية في الصفوف الدراسية وبمدى شغف الطالبات بالقراءة والكتابة..والرسم أيضا..تفاجأت بطالبة رسمت وكتبت قصة مصورة خلال البرنامج بفكرة متميزة..البرنامج توقف بسبب عدم تجاوب بعض المدارس وعدم إمكانيتي التنقل بين المدارس في أنحاء المنطقة
هناك مواهب مدفونة
كيف كان تقديم برامج القراءة لطالبات المدارس ـ هل كان هناك نقاط قوة تحفزك على أن تعودين لتقديم مثل ذلك البرنامج التدريبي ولأي المراحل الدراسية؟
كنتُ متخوفة من التجربة في البداية ..خفت ألا تجد صدى وتفاعلا من قبل الطالبات لكن دُهشت للتفاعل الذي أبدينه ..هناك مواهب مدفونة تتوق إلى الخروج للنور..أعتقد أن الشغف الذي رأيته منهن هو ما قد يدفعني لتكرار التجربة إن كررتها..