حينما نقول: إن مغزى العمل الأدبي هو المتعة، فإن لهذا معانيَ متنوعة.
فبينما تكون متعة القراءة عند بعضهم هي في قراءة الأعمال الأدبية الخفيفة أوكتب التسلية وربما الأشعار، فهي عند آخرين في كتب التاريخ والسير القديمة، وثمة فريق ثالث لا يرى المتعة في القراءة إلا من خلال الكتب التي تستحث العقل وتستثير الأسئلة أكثر مما تقدمه من إجابات.
كما أن هناك من لا يراها إلا عندما يحصل على معلومة جديدة تنير له دربه أو تفيده في دراسته أو عمله أو مشروعه التجاري.
وهكذا فالكاتب يكتب مؤلَّفه ربما دون أن يفكر في كيفية استقبال القراء له، وربما كان يتوقع ذلك بطريقة ما فيكون بأخرى، وربما لم يحب ذلك العمل نهائيًّا، وكان على وشْك تمزيقه أو إحراقه لكن القراء وجدوا فيه ضالتهم وأقبلوا عليه كما لم يقبلوا على عمل آخر.
ولأن أذواق الناس في الأدب والكتابة تتنوع كما تتنوع أذواقهم في المأكل والمشرب، فإننا نجد لكل عمل سوقه ولكل كتاب مشتريه.
فإذا قرأت عملًا وأعجبك فانصح به آخرين، وإن لم يعجبك فدعه إلى ما سواه، فهو كبعض المأكولات التي قد لا تعجب بعضا لكن آخرين يستلذونها ولا يجدون عنها بديلًا.
اِنتقِ ما يعجبك من كتب وأعمال أدبية، واقرأ ما تشاء منها أوما تستطيعه، وتوقف عن القراءة متى ما شعرت بضيق أو نفور منها.
فحتى طعامك المفضل لا تستطيع أن تأكل منه إلا بمقدار ما يشبعك، وما يزيد على ذلك يصبح بلا طعم أو بلا فائدة، بل قد ينفرك منه في المستقبل.
حاول التنويع في مجالات القراءة متى ما شعرت بالملل؛ فالتنويع يغذي جوانب مختلفة في دماغك، وينمي جوانب جديدة فيه، وربما ساعد في سد ثغرات في شخصيتك لا تشعر بها، لكنه يفعل ذلك ربما رغمًا عنك حتى. وربما ساعدك عمل أدبي ما على الكشف عن جوانب غامضة في أمرما في هذه الحياة، بل حتى في نفسك، لم تكن تعرفه من قبل.
اقرأ ما تشاء وما تميل إليه وما تجد نفسك فيه، المهم ألا تتوقف عن القراءة.
** **
- يوسف أحمد الحسن