الرياض:
تناولت ندوة «رحلة الشطرنج عبر الآداب» التي أقامها الدكتور معجب العدواني منتصف الأسبوع الجاري، بالرياض، لعبة الشطرنج، والطبقة المجتمعية التي كانت تحرص على إقامة التحديات في هذه اللعبة، مستهلا الندوة بعض عددا من المخطوطات القديمة التي وجدها محفوظة في الجامعات البريطانية وتحكي واقع اللعبة، كما حصدت الندوة تفاعلاً من الجمهور الحاضر بالمداخلات وطرح الأسئلة، والمقترحات المستقبلية.
وأجاب الدكتور معجب العدواني على سؤال «الجزيرة الثقافية» -حول ماهية التغيرات التي طرأت على اللعب منذ أن عرفتها الأمم- بقوله: «من المفارقات العجيبة أن هذه اللعبة لم تشهد تغيرا كبيرا في مضمونها العام، وهي واحدة من الألعاب التي احتفظت بأصالتها، ربما زاد عدد الأفراد في مربع اللعب، إلا أن الملك والوزير وصولا إلى القلعة لم يعرف التاريخ لها تغييرا لعقود مضت»
وأوضح أن الشطرنج لعبة طبقية في سابق الزمان، حيث كان تلعب في مجالس الملوك لذلك سميت بلعبة الملوك، مشيراً أن الانتشار الواسع للشطرنج جعل منها لعبة العامة من الناس، مضيفاً أن مفهوم الطبقية في المجتمع تلاشت ولم يعد هناك طبقة مخملية أو طبقة برجوازية وغيرها، لأن المجتمع في غالبة يتمتع بأصناف الخيارات التي كانت في السابق حصرا على فئة دون الأخرى.
وتطرق الدكتور العدواني في حديثة إلى الانتقالات التاريخية للعبة، إذ أن الشطرنج لعبت في أوروبا والاتحاد السوفيتي، مفيدا بأنه لا توجد تواريخ صحيحة توضح وصولها إلى العالم العربي، عارض بعض المخطوطات التاريخية التي تفصل في الشطرنج وطرق لعبها وأسماء قطع اللعب، إضافة إلى عرضه أبيات من قصائد الفصحة تضمنت شغف اللاعبين بهذه اللعبة، وبعض المقولات المأثورة التي يتداولها اللاعبون أثناء المنافسة.
واختتم الندوة بمقترحات من الحضور للدكتور العدواني بتأليف كتاب عربي يشرح تاريخ اللعبة وفنونها، كما أشارت إحدى المحترفات في لعبة الشطرنج بمبادرة يشرف عليها الدكتور معجب تجمع هواة الشطرنج من المثقفين على طاولة التنافس والحصول على جوائز رمزية توزع على الفائزين.