الثقافية - علي القحطاني:
من الظواهر الأدبية اللافتة للنظر في المشهد الثقافي السعودي اكتفاء الروائيات السعوديات بالرواية الواحدة، وهي تشابه القصائد اليتيمات التي يكتفي بقولها الشعراء في عصور الأدب العربي ،إما للاكتفاء بجودة العمل الأول.
والنجاح الذي حققته الرواية الأولى، والخوف من عدم تقديم رواية أخرى بالمستوى المأمول، وتتخذ الروائيات قرارهن بعدم إصدار روايات أخرى أو انشغالهن عن الكتابة الروائية بالدراسات العليا أو العمل والحياة الأسرية، وتكثر الالتزامات لديهن ومشتتات الحياة أو لاصطدام بعض الروائيات بالسوق الثقافي وتجاهل النقاد لكتابتهن وتكدس النسخ المطبوعة من الروايات في المستودعات والمخازن، ولذلك تنعدم الحماس والشغف لتكرار التجربة عند كتابة رواية أخرى بالإضافة إلى ما يكتنف حياة المرأة من حساسية النقاش والطرح في القضايا الإنسانية والظواهر الاجتماعية كما تمثل العادات والتقاليد حاجزاً آخر لبعض الروائيات اللواتي كنا يستخدمن أسماء مستعارة، ويقعن في إشكالية نشر الرواية الثانية أو الثالثة عبر البوح بأسمائهن الحقيقية.
وللوقوف على أبعاد وتفاصيل هذا الموضوع استضافت «الثقافية» في جزأين عددا من المهتمين بهذا الشأن من أجل مناقشة هذه القضية الأدبية.