الثقافية - هيئة التحرير - علي القحطاني:
لا تخلو ذاكرة أي إنسان من صور ذهنية للرسوم المتحركة، لتكون هذه اللوحات المتنوعة عنوانًا للعديد من القيم والمفاهيم التي تشكل جزءًا من وعي الإنسان، وفكره، قبل عقود كانت هذه الأعمال تزخر برسائل محدد ولها أهداف هي في عمومها تسعى لغرس القيم العالية، فلماذا تغيّرت هذه الرسوم، وأصبحت في غالبها إما أدوات لهدم الفضيلة والقيم العالية، أو وسيلة لبث التسطيح وروح التفاهة، وفي تلك الأزمان كان تلك الرسوم المتحركة «أفلام الكرتون»، تدبلج بالعربية فكانت أداةً لتعزيز الانتماء للغة العربية الفصيحة، ووسيلة فعَّالة لبث عشق هذه اللغة في نفوس النشء وإقناعهم بأن العربية صالحة لكل زمان ومكان وظرف، في الآونة الأخيرة تغيَّر كلُّ شيء وأصبحت العربية الفصيحة مستبعدة من أفلام «الكرتون»، لتطرح «الجزيرة الثقافية»، هذا الموضوع بمناسبة اليوم العالي للرسوم المتحركة، لتناقش عددًا من اللغويين والمهتمين، والأكاديميين حيال هذه القضية المهمة التي تخص النشء وتؤثِّر فيهم.
يقول د. حمد الدريهم لـ»الجزيرة الثقافية» بمناسبة طرح هذا الموضوع: «حتماً نلمس الأثر القوي والفاعل لبعض البرامج التي حفرت عميقاً في ذاكرة أجيال مختلفة على امتداد العالم العربي مثل: افتح يا سمسم وغيرها؛ ولعل الاستعادات المتداولة عبر برامج التواصل مثل: تيك توك، سناب شات، المغلفة بطابع الذكرى والحنين لبعض مقاطع الأفلام والمسلسلات الكرتونية المدبلجة باللغة العربية الفصحى مثل: عدنان ولينا.