الثقافية - كتب:
صدر للأدبية نوف بنت محمد الثنيان، مجموعة من الإصدارات الأدبية، وهي ديوانان: ظما، وحكايا شوق تغتابك، ومجموعات قصصية بعنوان: للشمس مفاتيحها، ولأنها أنثى، وأيام حافية.
وتعكس هذه الأعمال الأدبية الرؤية الفنية للأدبية نوف، خصوصًا الأعمال الشعرية التي حوت أبعادًا دلالية تعكس الذات الشاعرة التي تملكها نوف، فقدمت في ديواناها شعرًا، ولكنه ليس كالشعر الذي قدمته الشاعر الرائدة نازك الملائكة، فهي محاولة لتقديم عمل غير تقليدي في عالم الشعر، تقول الشاعرة نوف بنت محمد في ديوانها: لأنها أنثى، وهو بالعامية تقول في إحدى قصائده:
من الطيبة
تحريتك
وناديتك
تعال نصادق اللحظة تعال نحرّم الذكرى على النسيان
ونترك للوفا عنوان
من الأحزان.. ملينا
وعانينا من الحرمان
تعال أطيب من إحساسي تعال أقرب من أنفاسي تعال.. إنسان
وتقول في نص آخر في ذات الديوان:
لو بقى عندك عذر أترك الدنيا وأجيك ولو لها الذكرى قدر عندك الحين احتريك
لا تنتظر مني جفا مهما يغربني هواك ما بيننا غير الوفا وآنا معاك أنت معي أنت العمر لا تنتظر مني صبر.
وقد تضمن الديوان مقدمات نثرية للقصائد، وهي تجربة جديدة في ميدان الشعر نترك للنقاد الحكم عليها.
وربما يقترب ديوانها: ظما، من ميادين الشعر الموزون المقفى، وقد ضم هذا الديوان شهادات من جمع من النقاد على غلافه الأخير، وهم: إبراهيم الوافي، وفهد عافت، ومحمد الدحيمي، ومسفر الدوسري، ونايف صقر.
تقول نوف في إحدى القصائد بعنوان: فمان الجرح..!:
فَمَان الله يا ماضي كتب بين الضلوع سطور فَمان الله.. هي غربة معاك وغربة بدونك
خَطَاي إني تمثلت الحلوم وقمت أشيد قصور تمنيت الحضور اللي.. يوسع صدر مجنونك
تدلت لك: لت لك عناقيد المحبة وانت أرضك بور تشخ امزونك بقطرة ندى.. يا بخُلَها مزونك
وأنا اللي بس زلزلني.. تبين للخيانه دور تذكرت الجروح اللي غَبتها باقي طُعُونك
ساوت جرح وطعنه.. ويبقى وقتي المهدور سهرت الليل يوم إنَّك.. تنام وترخي جفونك
مان الله يا نبض قضى به.. قلبي المخطور سنين الهم والغربة.. وحزن دار في كونك
مان الجرح والصدّه.. فَمَان الخاطر المكسور
فَمان أوقات.. لو مرت معاك تمر من دونك.
وتقدم نوف بنت محمد تجربة أدبية أخرى ولكنها على صعيد النثر، حيث كتبت قصصًا قصيرة جدًا عنونتها بـ: للشمس مفاتيحها، ويأتي إلى جانب هذه المجموعة القصصية، مجموعة أخرى بعنوان: أيام حافية، وهي قصص قصيرة، تقول في نص بعنوان: ظلال الليل:
في مدينة محمومة بالظنون... كان الشارع المزدحم مدينة الطلال...
إشاراته حمراء دائماً، ورصيفه متوجس العبور
وقفت السيارة الشقراء بشباك امرأة ولوحة أرقام هاتف مطلة.. اقترنت بسيارة مجاورة لشاب عاطل
حين اخضرت الإشارة.. دخلا معا في قصة حب تبد من الظلال وتنتهي بانتهاء الشحن في هاتف أحدهما.
وقد قدمت نوف بنت محمد، في هذه الإصدارات تجربتها الأدبية التي تعكس موهبتها الإبداعية.