الثقافية - علي القحطاني:
سادن من سدنة اللغة العربية -كما وصفه د. إبراهيم الشمسان -، ويسعى من خلال حساباته المعروفة على التواصل الاجتماعي إلى تبسيط اللغة العربية وتقديم دروس في قواعد النحو العربي لا يكتفي بتقديم دروس قواعد النحو والصرف في القاعات، بل يتطوّع لنشر دروس اللغة في الجوامع والمساجد، ولذلك يلتحق به طلاب العلم، ويحرصون على جمع ونشر ما يتعلّمونه في كتب مطبوعة، التقت «الثقافية» بالدكتور سليمان العيوني، وتحدث عن بداياته وأهم منجزاته العلمية والأساتذة التي تلقّى عنهم العلم، وفي اللقاء يكشف عن زهد بعض طلبة العلم الشرعي وضعفهم في دراسة النحو التي يلاحظ تكرار رسوب بعضهم في تلك المواد بالكليات الشرعية، كما بيّن الدكتور سليمان العيوني أن من شروط المجتهد والمفتي في الدين معرفة اللغة العربية، وردّه على الانتقاد الذي وجّه له لتسميته بـ»المفتي اللغوي» وعاب على مجمع اللغة العربية إجازته لكلمة «ترند» وتمنى أنها تندثر، وتموت كما ماتت ألفاظ دخيلة مثل «تويتر» وطالب مجمع اللغة بمراجعة قراره.
البدايات
* صف لنا بداياتك العلمية، ومتى التحقت بكلية اللغة العربية، وحصلت على شهادة الدكتوراه فيها؟
- ولادتي ودراستي كلها في مدينة الرياض، وكانت ولادتي في سنة 1389هـ، ودرست في ابتدائية عبادة بن الصامت، ثم في متوسطة أحمد بن حنبل، كلتاهما في حي العنوز، ثم في ثانوية الرياض فثانوية الأندلس في حي النسيم، ثم في كلية اللغة اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم عُيِّنتُ معيدًا فيها، وفيها حصلت على العالمية العالية (الماجستير)، وعلى الْعَالَمِيَّة (الدكتوراه) سنة 1427هـ، وفي سنة 1437 هـ حصلت على الأستاذية، وحصلت أيضًا على الشهادة الجامعية من قسم السنة في كلية أصول الدين انتسابًا سنة 1420هـ.
الجهود اللغوية
* ما أهم أعمالك وجهودك اللغوية؟
- للغة العربية حق على جميع أولادها، المتخصصون فيها وغير المتخصصين، كل بحسبه، وأقل الواجب حبها وتحبيبها إلى النشء، والحرص على سلامتها من الخطأ، واستعمالها في الخطابات العامة والإعلام والتعليم.
وقيامًا بحق لغتنا العربية العظيمة حاولت خدمتها بهذه الأعمال التي أرجو الله أن تكون موفقة وخالصة له، ومنها:
- تأليف كتب تعليمية وعلمية، كالنحو الصغير وشرحه، والصرف الصغير وشرحه، والموطأ في الإعراب، والموطأ في الإملاء، والموطأ في البلاغة، وتحقيق ألفية ابن مالك، وحواشي كتاب سيبويه.
- دروس تعليمية وعلمية في المساجد والدورات العلمية، وهي مسجلة ومتاحة في النَّت، كشرح الآجرومية (أكثر من 20 شرحًا)، وشرح النحو الصغير (أكثر من 25 شرحًا)، وشرح الصرف الصغير (أكثر من 10 دروس)، وشرح ألفية ابن مالك (في 140 درسًا).
- محاضرات لغوية، نحو: تعريف بعلوم العربية، والعربية لغة العلوم، والمنهجية في دراسة علوم العربية، وعلاقة علوم العربية لعلوم الشريعة، والأخطار المحيطة باللغة، وعلوم العربية بين التعلم والتعليم.
- ندوات لغوية، نحو: الصياغة التشريعية بين اللغة والقانون، والمذكرات في التعليم الجامعي، وتجربتي في تويتر، والترجمة والتعريب في السعودية.
- مقاطع صوتية قصيرة لبث الوعي اللغوي، نحو: أفضل طريقة لدراسة النحو، وطرق تقوية الإعراب، وأهمية العربية في الإسلام، ومصطلح (لفظ الجلالة)، وهل انعدمت السليقة؟ والفرق بين استعمال (ليت) والتمني.
- دورات لغوية (مجانية)، نحو: المهارات اللغوية للخطيب، وطرائق تحبيب مادة النحو للطلاب، والضوابط اللغوية للصياغة القانونية، وحاجة الداعية إلى اللغة العربية.
- المشاركة في وسائل التواصل الحديثة، ولي فيها: حساب (المفتي اللغوي) في إكس (تويتر) sboh3333@، ومنصة المفتي اللغوي almufti.zadapps.info، وقناة المفتي اللغوي في اليوتيوب، وقناة سليمان العيوني في التلقرام t.me/sboh3.
الأساتذة
* من شيوخك الذين أخذت عنهم علوم العربية وغيرها؟
- بعضهم درست عليه في الدراسات النظامية، وبعضهم درست عليه في المساجد والدروس الخاصة، ولهم جميعًا فضل عليَّ كبير، ولكن أكثر من استفدتُ منهم:
- سماحة الوالد عبد العزيز بن باز، لازمت دروسه الصباحية س نوات.
- فضيلة الشيخ محمد العثيمين، كنت أحرص على دروسه عندما أكون في القصيم.
- فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك، استفدت منه وخاصة في علم البلاغة ودلالات الألفاظ.
- فضيلة الشيخ صالح الأطرم، حفظت عليه وقرأت كتب العقيدة.
- د. محمد بن عبدالرحمن المفدى، شيخ النحويين في السعودية.
- أ. د. أمين عبدالله سالم (مصري)، كان نحويًّا كبيرًا وشاعرًا.
- أ. د. تركي بن سهو العتيبي.
- د. حسن بن محمد الحفظي.
الشيخ ابن عثيمين لغوياً
* كيف يمكن الاستفادة من جهود الشيخ محمد بن صالح العثيمين اللغوية؟
- لفضيلة الشيخ محمد العثيمين مشاركة كبيرة في علوم اللغة، وتتميز شروحه بالوضوح ووصول المعلومة إلى الطالب بسهولة، وتستفيد الآن كثير من المراكز العلمية من شروح الشيخ اللغوية في مقرراتها، ولا يكاد طالب لغة يستغني عنها اليوم.
كما أن الشيخ يستفيد من علوم اللغة في شروحه الأخرى، من تفسير وفقه وعقيدة ... وهذا أعطى دروس الشيخ قيمة أكبر، وفائدة متميزة.
الزهد في دراسة النحو
* لماذا يزهد بعض طلبة العلم الشرعي وغيرهم في دراسة النحو، ونجد أن بعضًا منهم يخفق في دراسة النحو ويدرسه مرة أخرى؟
- لهذا الأمر أسباب، أهمها في نظري سببان:
1- عدم إدراك الطالب لأهمية علوم اللغة في مستقبله العلمي والوظيفي، فإذا تخرج في الكلية، ودخل معترك الحياة العلمية والوظيفية أدرك هذه الأهمية، فيعود أدراجه لدراسة ما أمكن من علوم اللغة، فيخفق بعضهم، ويدرك بعضهم، ولكن بعد أن فاته علم كثير في زمن الطلب.
وعلاج هذا تركيز الأساتذة وواضعي المناهج وجهات التوظيف على بيان أهمية علوم العربية للطالب منذ زمن الطلب، في الدراسة المتوسطة والثانوية والجامعية.
2- دراسة الطالب لعلوم اللغة بطريقة غير سليمة، مما يجعله يحس بصعوبة بالغة، أو عدم فهم لها، أو عدم قدرة على تحصيل ما يشرح منها، وقد يوافق الطالب معلمًا غير جيد، أو منهجًا غير مناسب، مما يزيد الطين بِلَّة.
وعلاج هذا أنه على الطالب أن يحرص على البحث عن الطريقة السليمة لدراسة علوم اللغة، كما يبحث عن علوم اللغة نفسها، فمن أخطأ الطريق إلى الهدف أضاع الهدف أيضًا.
وعلوم العربية علوم ليست صعبة، يستطيع الشابّ في الثانوية، فضلًا عن الطالب الجامعي أن يدرسها بنفسه اليوم بإشراف متخصص عن بعد، فلو تفرّغ لدراسة مبادئ النحو بطريقة سليمة لأتقنها في شهر، ونحوه بقية علوم العربية.
ولا أحصى الذين جاؤوني يشتكون من ضعف في بعض علوم العربية، من نحو أو إملاء وغيرهما، فلما تفرّغوا لها أيامًا، ودرسوها بطريقة سليمة أتقنوها، مصداقًا للقاعدة القائلة: (من تفرّغ لشيءٍ أتقنه).
المفتي واللغة العربية
* من شروط المجتهد والمفتي في الدين معرفة اللغة العربية، فما أثر الجهل أو الخطأ في اللغة العربية في ذلك؟
- أنزل الله - عزَّ وجلَّ- كتابه الكريم باللغة العربية، كما قال: {وكذلك أوحينا إليك قرآنًا عربيا}، وجعل رسوله الخاتم - عليه الصلاة والسلام- عربيًّا، ولذا لا يمكن فهم القرآن والسنة إلا بفهم لغتهما، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ ولذا اتفقوا على أنه من شروط المجتهد والمفتي معرفة اللغة العربية، فيرى بعضهم كالإمام الشاطبي أنه ينبغي للمجتهد أن يكون كالعرب في فهم العربية، ويرى الأكثر أنه يجب عليه أن يعرف من العربية ما يحتاج إليه في الفهم والاستنباط.
ولذا يذكر الدارسون أن الجهل والخطأ في العربية من أكبر أسباب الخطأ في الأحكام العقدية والفقهية والفكرية، قديمًا وحديثًا، وذلك بفهم النصوص الشرعية على غير فهم العرب.
فالمعتزلة فهموا من قوله تعالى: {الله خالق كل شيءٍ} أن القرآن مخلوق لأنه شيء، وهذا فهم أعجمي؛ لأن العرب تفهم العموم مربوطًا بالفعل المذكور، أي: الله خالق كل شيء مخلوق، كقوله تعالى: {تدمر كل شيء}، أي: كل شيء أُمِرَتْ بتدميره، وكقولك للمزارع: «ازرعْ كلَّ شيءٍ»، أي: كل شيء مما يزرع.
وبعض المعاصرين فهموا من حديث: «أما والذي نَفْسُ محمدٍ بيدِهِ لقد جِئْتُـكُم بالذَّبْحِ» أنه يجوز ذبح المخالف كما تذبح الشاة، وهذا فهم عاميّ؛ لأن الذبح والنحر والتضحية مع الإنسان بمعنى القتل في لغة العرب، إلا إن قامت قرينة تدل على المعنى الحقيقي كما في قصة إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، ولذا قال الشاعر:
ضحَّوا بأشمطَ عنوانُ السجودِ بِهِ
يُقَطِّعُ الليلَ تسبيحًا وقرآنا
أي: قتلوه بالسيف.
دراسة النحو في الجوامع
* لماذا لا تكثف دروس ومجالس اللغة العربية في دروس الحرمين الشريفين والجوامع والمساجد، أسوة بالدروس الشرعية؟
- لوزارة الشؤون الإسلامية ورئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي جهود مشكورة في الاهتمام باللغة العربية، فلا تخلو دروسها وأنشطتها العلمية ومعاهدها وكلياتها من دروس ومقررات في علوم اللغة العربية المختلفة.
وأكثر دروسي ومحاضراتي اللغوية كانت من تنظيم وزارة الشؤون الإسلامية، وتحت إشرافها، وقد اشتملت مقررات كليتي الحرم المكي والمسجد النبوي ومعهديهما على علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة وإملاء.
والرجاء أن يزيد الاهتمام بالدروس العامة في المساجد والحرمين الشريفين، فعلوم العربية من علوم الشريعة، والجهل بها من أسباب ما يعيشه بعض المسلمين اليوم من فهم خاطئ وأفكار منحرفة.
النحو بين التلقين والفهم
* كان التدريس قديماً يلزم الطلاب بحفظ ألفية ابن مالك كاملة، ويرى أن إتقان اللغة في الحفظ والاستيعاب، ويرى آخرون أن الحفظ دون التطبيق من أسباب عدم فهم النحو.. كيف نوفق بينهما؟
- الحق في التوسط بين الطرفين، فالحفظ دون فهم وتطبيق لا فائدة منه، والفهم دون حفظ لا يثبت العلم، فغير المتخصص يكفيه أن يفهم من علوم العربية ما يسلم معه لسانه ويده من الخطأ واللحن، وأما المتخصص فيها فينبغي له أن يفهم العلم وأن يحفظ فيه متنًا يثبت مسائل هذا العلم ويلجأ إليه عند الحاجة.
واقع اللغة العربية
* هل واقع اللغة العربية اليوم أفضل من واقعها بالأمس؟
- الناظر إلى واقع اللغة العربية اليوم يجد ما يُفْرِحُه وما يُتْرِحُه. ولا شكَّ أنه من المهم، بل من الواجب اليوم الحديث عن أتراح العربية، والأخطار التي تحيط بها، وتقصير أهلها وأبنائها في حقها، ولكني سأكتفي بذكر بعض الواقع الحسن للعربية اليوم موازنة بالماضي، ومن ذلك:
* أن لغة كثير من الشباب والفتيات اليوم أقرب إلى اللغة العربية السليمة من لغة آبائهم وأمهاتهم، بسبب انتشار الإعلام والتعليم.
* وانحصار العامية القُحَّة، وانتشار ما يسمَّى (اللغة البيضاء)، بسبب اجتماع الناس من لهجات مختلفة في مدن العمل والصناعة والسياسة،
- واهتمام كثير من العرب باللغة العربية، وكان أكثر هذا الاهتمام شخصيًا وشعبيًّا، فظهرت المجامع الشبكية (على النَّت)، والمواقع اللغوية الشخصية التي كان لها أثر إيجابي في تحبيب العربية للعرب عمومًا وللناشئة خصوصًا، وتوضيح أحكام اللغة والإجابة عن أسئلة السائلين عنها.
- وقيام كثير من العرب من الشباب وغير المتخصصين وعامة الناس بواجبهم تجاه العربية، بحبها، والحرص على نشرها واستعمالها؛ فتجدهم ينكرون على من يتكلم بغير العربية في المجامع العامة المحلية والدولية بغير حاجة، ويطالبون بتصحيح الأخطاء اللغوية في الإعلانات والخطابات الرسمية، بل وجدنا كثيرين لا يقبلون من مجمع لغوي متخصص التساهل في تعريب كلمة أعجمية مع إمكان ترجمتها.
السياسات اللغوية
* ما أهم السياسات اللغوية التي تخدم اللغة العربية في المستقبل؟
- كان للغة العربية مكان في رؤية (2030)، وشهدت تقدُّمًا جيدًا، وما زال أملنا أن يكون العمل الرسمي الحكومي على مستوى السياسات اللغوية على مستوى الأخطار التي تحيط بها اليوم، فتدعم عمل المجامع اللغوية الرسمية، وتجعل لقراراتها قوة التنفيذ، وتقيم مراكز الترجمة وتعليم اللغة العربية لأبنائها ولغيرهم في داخل البلدان العربية وخارجها، وتحُدُّ من انتشار العجمة والعامية في وسائل الاتصال والإعلان، وتعمل على ترجمة العلوم والتعليم العالي، وتجعل إتقان العربية كتابة وتحدثًا شرطًا في الوظائف التي تحتاج إلى كتابة أو تحدث بالعربية.
المفتي اللغوي
* تتسمَّى في فضاء النَّت بلقب (المفتي اللغوي)، وبعضهم ينتقد هذا الاسم، لا سيما أن الفتيا توقيع من ربّ العالمين، وتبقى النقاشات العلمية اجتهادات بشرية، ما تعليقك على هذا؟
- الاستفتاء في اللغة هو طلب بيان الحكم والرأي، والإفتاء هو بيان الحكم والرأي، وهو يكون في بيان الحكم الشرعي وغيره، ويكون من المسلم وغيره، فمن استعماله في غير الحكم الشرعي قوله تعالى: {ولا تستفتِ فيهم منهم أحدًا}، وفي طلبه من الكفار قوله تعالى: {فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون}، ومن طلبه من كفار لكفار قوله تعالى: {قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري}.
والإفتاء الذي هو توقيع عن رب العالمين الإفتاء في الدين من عقيدة وفقه، وهو الذي غلب إطلاق الإفتاء معه؛ لعظم أمره وخطره.
وأما استعماله في أحكام اللغة فصحيح معروف، فما كان من اللغة داخلًا في علوم الشريعة فلا إشكال في استعمال الإفتاء فيه، وما ليس داخلًا فيها فاستعماله معها استعمال لغوي صحيح، وقد ألف ابن فارس (ت 395هـ) فيه كتابًا سماه (فُتْيا فَقِيهِ العرب)، وقد روى المحدّثون والعلماء هذا الكتاب، وقرؤوه دون إنكار، واستعمل ابن الأثير (ت 637 هـ) الإفتاء في أحكام البلاغة والفصاحة في كتابه (المثل السائر).
وأما كون الإفتاء فيه معنى الإلزام والإيجاب فهو إلزام غير صحيح؛ لأن الإلزام ليس من الإفتاء والإجابة، بل من قوة الحاكم الذي يعيِّن المفتين، فالمفتي الذي يعيّنه الحاكم تأخذ فتاواه الإلزام من هذا التعيين، لا من مجرد الإفتاء.
منصات التواصل الاجتماعي
* كيف وجدتَ التفاعل مع حسابك (المفتي اللغوي) على منصة إكس (تويتر) سابقًا، من خلال تعاملك مع منصات التواصل الاجتماعي؟
- التفاعل كبير جدًا، ومهما حاولت الإجابة عن جميع الأسئلة الواردة لم أستطع، وقد كان الأمر في البدء مرهقًا، ولكن الآن برزت عدة حسابات لغوية جيدة تسهم في الإجابة عن أسئلة المتابعين اللغوية، ومع ذلك تبقى هذا الحسابات قليلة؛ لأن الحاجة كبيرة، وتعطش المتابعين إلى الإجابات اللغوية الموثوقة شديد.
يكفي أن أذكر أن الأسئلة في اليوم الواحد تتجاوز العشرات، وتصل إلى أكثر من مائة سؤال، وقد رغبت في إحدى ليالي أن أغلب الأسئلة، وأجيب عنها جميعًا، فسهرت حتى أجبت عنها كلها، فجاءت أسئلة أخرى، فما أجبت عنها حتى جاءت أسئلة أخرى، وهكذا دواليك، حتى استسلمتُ!
تعريب»ترند»
* ما موفقك من تعريب مجمع اللغة العربية في القاهرة لكلمة (تِرِنْد)؟
- لمجمع اللغة العربية في القاهرة جهود في خدمة العربية، لا ينكرها أحد، وخاصة في أول مسيرته، ولأن العرب يطلبون منه الأفضل انتقده كثيرون في هذا التعريب؛ لأمور:
1- أنه تعريب لا حاجة إليه، ولو تركوا هذه الكلمة كما تركوا كلمات كثيرة لكان أفضل من إقرار تعريبها، ولعلها تموت قريبًا كما ماتت كلمة (تويتر).
2- أن كثيرًا من العرب يستعملون ترجمات لها بلا تكلف ولا لبس.
3- أن المواقع غير العربية تترجمها إلى كلمات تؤدي معناها، نحو: متداول ورائج.
ولعل المجمع يراجع قراره، ويكتفي بترجمتها.
الأدب العامي (الشعبي)
* ما رأيك في دراسة الأدب العامي (الشعبي) في الجامعات؟
- العاميات والأدب العامي (المسمّى الشعبي) من الناحية اللغوية انحراف عن العربية السليمة، ولذا من مهام كليات اللغة العربية وأقسامها دراسة ما أصاب العاميات من انحراف، وبيان أصولها الصحيحة من أجل ردها إليها، كما تدرس لغة الصحافة والإعلام لبيان الصواب والخطأ فيها، العاميات تُدْرَس ولا تُدَرِّس.
** **
@ali_s_alq