لطالما عمدتُ إلى مراقبة الأشياء من بعيد، كمن يبحث عن شرفةٍ سماويةٍ للعبور، وركنٍ دافئ للجمال.. ولم أعتد قبلًا على التطرق لمشاركاتي في المناسبات الخاصة أو النشاطات المحلية. إلا أن مساء البارحة كان مختلفًا جدًا، إذ تشرّفت بحضوري لأمسيةٍ شعريّة خاصّة في صالون (سرلمينا) الثقافي بإشراف الكاتبة والآسرة حرفًا وعشقًا للأدب الدكتورة: نورة الشّملان @nalshamlan1 للشّاعرة أو أيقونة الشعر النسائي بالخليج: #الشيخة_سعاد_الصباح (@suad_alsabah) وكان شعوري مختلفًا جدًا عن السائد، ما جعلني أخرج عن المألوف لأكتب لكم وقْع هذه اللّيلة عليّ وأثرها في قلبي ونفسي ووجداني! لا بدّ أوّلًا وقبل أيّ شيء... أن تجتذبك الشّاعرة بهيبتها وأن يأسرك حضورها ويدهشك أدبها الجمّ في حركاتها وسكناتها وانتقاءاتها للكلام! كنت أقرأ قصائدها كصلاةِ شعرٍ للعيون. وكنتُ أطرب للكلمات حتى قبل أن تكون أغاني مشهورة تسحر كلّ من يسمعها. وكنتُ أستمتع بمشاهدة بعض لقاءاتها المحتشدة بالجمال. ولكن.. كلُّ ما كان سابقًا أضعه في كفّة... وما استمتعت به البارحة يرجح بكفّته ويغيّر كلّ المعادلات! كانت بكلّ صدق تشبه الصعود الملائكيّ للوتر حين يغمّس شهده بالإيقاع والسحر! شعورها وأحاسيسها وهي تلقي، مشاعرها وهي تحتضن الحرف بقلبها وتصعّده من روحها.. نبرتها الحالمة في قصيدة.. والقويّة في قصيدة أخرى. ذوقها وخفّة ظلّها في التعليق على بعض القصائد.. كل هذا كان يتراءى أمامي ويجعلني مشدوهة مأخوذةً صوب عالم من الخيال العذب والجميل! كيف لكلماتٍ قليلات أن تشفي جنون الإحساس الذي انتابني وأنا أعيش متعة الأُنْس ولذاذةِ الشعر؟!! كيف للوصف أن يُنصِف كلّ هذا الكمّ من الجمال الذي لا تحويه لغة ولا تفيه كنايات أو مجازات! ما عشته البارحة لم يكن مجرّد نصٍّ أكتبه الآن.. بل كان شعورًا مكتمل الحواسّ والجِناس واللّغات. كان وجودًا آخر لفلسفة مختلفة! وتحديدًا حين طُلبَ منها الحديث عن علاقتها القويّة بجمال عبد الناصر بحكم علاقته بزوجها الشيخ عبد الله المبارك الصباح -رحمهما الله. فأجابت بكلّ نُبلٍ ورقيٍّ ووفاء أنّ الأَوْلى هو الحديث عمَّن هو أقرب. فذكرت (#المملكة_العربية_السعودية) وحكّامها وخصّت بالذكر خادم الحرمين الشريفين الملك (#سلمان_بن_عبدالعزيز) وأتبعته بدعاءٍ من القلب لهذا الوطن الغالي! ليكتمل المشهد أمامي مع سيدة جمعت ما لا يُجمع من جمال الثقافة والوعي وسحرلشّعر وإبداعه وسطْوة الحضور والأدب وهيْبة الإلقاء والأداء لتكتمل الجمالات بوقفة مع النُّبل والوفاء! كانت بحقٍّ... ليلة سماويّة.. حفرت عميقًا في وجداني وروحي وتركت عصافير الجمال تغرّد في قلبي ألذّ الألحان.... (#سعاد_الصباح) أغبطك جدًّا على هذه الكاريزما في كلّ شيء من تفاصيلك الشخصيّة والشعريّة والاجتماعية والأدبية وجمال الحضور والإلقاء. ونهنّئُ أنفسنا بك عصفورةً شاديةً بألحان الشّعر العميق معنًى وكلمة.
** **
- عالية بنت عبدالله المحمود