الوعي الثقافي بأهمية الشعر ودوره المؤثر في توثيق الحركة الحضارية والفكرية والتنموية حرّض رؤية القيادة الحكيمة إلى إطلاق مسمّى [عام الشعر العربي] على هذا العام: 2023م انطلاقاً من اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو وليّ عهده وعنايتهما بعناصر الفكر والثقافة الوطنية اللذين يعدّان لسان الأمة ولغتها الفكرية المعبّرة.
وكل الأمم الحضارية تضع الفكر والإبداع في مقدّمة اهتماماتها مماينعكس على الحركة الفكرية والثقافية بالارتقاء والتطوّرفي مستوى الإبداع والتعبير ويمكنها من حرية الابتكار وتوسيع مداراته وانطلاق أعماله التنافسية بتجلّيات أكثر إشراقاً وتفوّقاً متى ما أدرك المسؤولون عن الثقافة والفكر والإعلام أهمية دعم المعبّر وإزاحة المعوّقات من طريق العطاء، وتذليل العقبات في سبيل انطلاقه إلى آفاق الرقيّ والابتكار والإبداع.
لا يمكن أن تتألّق تجارب المبدعين في نطاق آراء فردية محدودة الأفق والفكر والتفكير. لابدّ أن يتجاوز الرأي المسؤول عن الفكر والثقافة جميع أشكال الرّوتين وتعقيداته وتبريراته لكيلا يظل الفكر والإبداع رهين الإجراءات المكتبية ذات النظرة المسكونة بالرّؤى الفردية والاحتمالات غير المنطقية التي تسهم في تعطيل الحركة الفكرية وإعاقة نموّها وانطلاقها إلى رحاب النور والتألّق اللذين يتميّز به فكر المعبّر المبدع وشفافيته النابضة.
الشعراء أكثر الناس إحساساً وإدراكاً لمعاني النبل والإنسانية والارتقاء، لذلك يطمحون إلى تمثّل الأبعاد السامية بالرّقي وتحرّي الإتقان في البوح والتعبير ليصبحوا أحقّ بالتقدير والتكريم والوفاء لماتختنزنه نفوسهم من الرقيّ وعشق المحبة والامتزاج بها في تعاملهم مع الفكر والمجتمع والتعبير عن تجلّياته بصياغات مناسبة لأذواق الذاكرة الاجتماعية التي يعيشون همومها ويعبّرون عنها بمصداقية وعمق وشفافية وإتقان.
لذلك يحتفي المجتمع والمثقفون والشعراء بخاصة بهذه اللفتة الكريمة والمساحة التي أعطيت لهم ولكل المسؤولين عن حركة الفكر والوعي والثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية لكي يضطلع كل عنصرمنهم بدوره وفعاليته للنهوض بأوضاع الفكر والثقافة والشعر والكتاب لتتعانق التجلّيات الحضارية في مشروعاتها التعبيرية الخلاّقة.
** **
- عمر الحميد