في يوم الأحد 1-8-1445هـ تلقيت هدية قيمة من شخص ذا قيمة في المجتمع انه الدكتور عمر بن عبدالعزيز آل الشيخ وهي عبارة عن كتاب كتبه عنوانه (قصد السّبيل.. نحو السّمو) والحديث ذو شقين الشق الأول عن الكاتب وهو الدكتور عمر بن سماحة الشيخ عبدالعزيز (وزير المعارف ثم رئيس هيئة الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخطيب عرفة ) الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ت: 1410هـ بن سماحة الشيخ عبدالله (كان يتولى القضاء والهيئة في المنطقة الغربية والجنوبية والشمالية الغربية) ت: 1378هـ بن فضيلة الشيخ حسن تولى قضاء الرياض من قبل محمد بن رشيد ت: 1338هـ بن حسين بن فضيلة الشيخ علي الذي تولى قضاء الرياض ت: 1257هـ تقريبًا بن سماحة الشيخ حسين الذي تولى قضاء الدرعية ت: 1224هـ بن الأمام المجدد شيخ الإسلام في عصره محمد بن عبدالوهاب ت: 1206هـ يقول الشاعر:
أولَئِكَ آبائي فَجِئني بِمِثلِهِم
إِذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ
والدكتور عمر ابن المعالي وأخ المعالي الأب سماحة الشيخ عبدالعزيز وزير المعارف وإخوانه أصحاب المعالي الدكتور عبدالرحمن وزير الزراعة -رحمه الله - الذي كان له الفضل -بعد الله - في انتشار زراعة القمح وقد أحس الكثير بصواب رأيه بعد انتشار كورونا والحرب على أوكرانيا والدكتور محمد الناصح الأمين الذي تولى وزارة الشؤون البلدية والقروية في فترة من الزمن وكان قبلها رئيس هيئة تطوير الرياض وكان معالي الوالد المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ وزير الشؤون البلدية والقروية سابقا أحد كبار العاملين فيها -متعهما الله بالصحة والعافية -. والدكتور عمر يملك صفات القيادة ومكارم الأخلاق قال الشاعر:
والمرء بالأخلاق يسمو ذكره
وبها يفضل في الورى ويوقر
والدكتور عمر يشعرك من أول لقاء معه بأنه بينكم معرفة لعشرات السنين وكل صفات الدكتور في نظري جميلة ولكن هناك صفة تحتاج نظر وتأمل وأنا عليها شاهد وهي التواضع. ومعنى التواضع: وهو رضا الإنسان بمنزلة دون ما يستحقه فضله ومنزلته؛ (الذريعة إلى مكارم الشريعة، للراغب الأصفهاني) والتواضع في رأي الخاص هو أبو الفضائل كما أن الكبر هو الذي أخرج إبليس من الصالحين وصار الأب الأكبر لكل المفسدين قال الله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215].
* قال الإمام القرطبي - رحمه الله-: ألن جانبك لمن آمن بك وتواضع لهم، وقال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63].
* قال الإمام ابن كثير رحمه الله: قوله تعالى: (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)؛ أي: بسكينة ووقار من غير جبرية ولا استكبار؛ (تفسير ابن كثير) روى مسلم عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد) قال أبو الطيب المتنبي:
ملأى السنابل تنحني بتواضعٍ
والفارغات رؤوسهن شوامخُ
ولما تكرم الدكتور عمر بهذه الهدية الغالية طلب مني رأيي في الكتاب وأنا أصغر منه في العمر والقدر ولكنه تواضع الكبار. الشق الثاني الكتاب: وهو من إصدارات العبيكان للنشر ويقع في 128 صفحة وبداية الكتاب البسملة (وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستفتح رسائله وكتبه بالبسملة وقد ذهب أكثر الفقهاء إلى مشروعية البسملة واستحبابها عند الأمور المهمة وكان جدي من جهة الأب صالح بن علي أباالخيل يذكرني بالبسملة في كل أمر) ثم فهرس المحتويات ثم الإهداء ثم في البدء ثم الفصل الأول وتكلم عن أسرة آل الشيخ وبركة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب على ذريته من بعده إلى زماننا هذا ثم تكلم عن جده سماحة الشيخ عبدالله بن حسن ثم تكلم عن والده سماحة الشيخ عبدالعزيز وعن أعمامه الشيخ محمد معالي الشيخ حسن(1) والشيخ إبراهيم والشيخ أحمد ثم تكلم عن والده سماحة الشيخ عبدالعزيز وكيف أنه كان خطيبًا الحرم المكي ولجموع الحجيج في عرفة ووزيرًا للمعارف في وقت واحد وعن وفاته وكان يدرس في ألمانيا فتوجه للرياض وقصد المقبرة مباشرة ثم تكلم عن مآثره ومنها الحس التربوي (وهنا لفتة المسؤول عن التعليم يجب أن يملك حس تربوي مثل سماحة الشيخ عبدالعزيز) ثم تكلم عن والدته الجوهرة السرحان رحمها الله ثم عن بركة والديه في كل الأمور ثم تكلم عن أشقائه وهم معالي الدكتور عبدالرحمن وزير الزراعة والمياه رحمه الله ثم الدكتور محمد وزير الشؤون البلدية والقروية ثم منيرة ثم أحمد رحمه الله ثم الدكتور عمر (صاحب السيرة) ثم هند ثم عبدالمحسن ثم عبدالله وكان نائب لمحافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للتخطيط والتطوير ثم تكلم عن الميلاد وأنه في الطًائف عام 1370هـ ثم تكلم عن زوجته ورفيقة دربه وهي نورة بنت عبدالله بن محمد بن إسحاق آل الشيخ وأنها من خير الزوجات مع زوجها ثم تكلم عن ذريته وهم منى ثم غادة ثم نوف ثم إيمان ثم سارة ثم نجلاء ثم محمد وهو آخر العنقود (والأستاذ محمد حسن الأخلاق ابن بار بوالديه كل من تعامل معه أحبه وكما قيل الشيء من معدنه لا يُستغرب) وكلهم عندي سواء والكلام للدكتور عمر ثم تكلم عن الثروة العظمى وخصوصًا أسرته بشكل عام وآبائه وأشقائه وزوجته وأبنائه بشكل خاص. ثم الفصل الثاني والبداية العلم قبل العمل(2) ثم عن الخطوات الأولى وواجبات الوالدين تجاه الأبناء ثم تكلم عن رفاق الدراسة لو أنه ذكر أسماء من درس معه ثم تكلم عن دهشة الارتجل ودور الشيخ عثمان الصالح رحمه الله فيه ثم نشاطه في المدرسة ثم عن أول طبيب في أسرة آل الشيخ والذهاب إلى النمسا ثم اللغة حيث أجاد الألمانية والإنجليزية وهو يتكلم اللغة العربية بفصاحة (وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء مع الحرص على اللغة العربية والاعتزاز بها) ثم تكلم عن الدراسة المناهج في الجامعة ثم عن التخصص فكان بين الباطنة أو الأطفال أو الجلدية ووجد نفسه منصرفة نحو الجلدية ثم الفصل الثالث مسيرة وبناء ثم منبع شغفي وعن حبه لمهنة الطب ومساعدة المرضى بالشفاء نسأل الله أن لا يحرمه الأجر ثم تكلم عن رسالة الطب ثم تكلم عن الارتقاء بالتّخصص ثم عن تكلم عن الاهتمام وأنه أساس العلاج ثم تكلم عن تعزيز الطمأنينة وتجربته مع المصابين بالبهاق شفاهم الله ثم تكلم عن ثمار العلم والممارسة ثم الحياة الجديدة بعد التقاعد من العمل الحكومي ثم الفصل الرابع وتكلم عن خدمة المجتمع ثم تكلم عن خير الناس(3) ثم تكلم عن التطوير المهني. الجمعية السّعودية لأمراض الجلد وجراحته وقد انتخب رئيسًا من 1994م حتى 2009م ثم تكلم عن رابطة أطباء الجلد العرب ثم تكلم عن مركز الجلد والحساسيّة ثم تكلم حافز للاجتهاد وجائزة الدكتور عمر آل الشيخ للبحث العلمي وخدمة المجتمع ثم تكلم عن التّحكيم العلمي ثم تكلم عن البحث العلمي ثم تكلم عن تقنية النّانو ثم تكلم عن جمعية البهاق ثم الفصل الخامس ومعانٍ أعيش بها ثم رؤى وقناعات ثم تكلم عن القرآن ثم الإيمان ثم اللّغة العربية ثم الأسرة ثم الطّفولة ثم الوطن ثم العلم رسالة ثم لا حدود في العلم ثم البحث العلمي ثم الحديث العلمي ثم التّقنية ثم العمارة عبادة ثم الحكيم (وهو لقب الطبيب) ثم الطبيب والوجاهة ثم الطّب المبني على البراهين ثم الطّب التّكميلي ثم صحة الفرد والمجتمع ثم القطاع الخاص ثم الوقف ثم التّنمية الإنسانيّة ثم النفع العام ثم المواسم ثم الأخلاق ثم السّمو ثم التّواضع ثم الجدّية ثم الإتقان ثم التّفاؤل ثم الحديث والإلقاء ثم السعي للرّزق ثم التّقاعد ثم التّواصل.. سر الإنسانيّة ثم المجالس الاجتماعيّة ثم الصّداقة ثم الشّخصيّة ثم مع المريض ثم مع الطّالب ثم الأستاذ الجامعي ثم التّعامل مع الموظفين ثم الفراغ ثم الإبداع ثم المشكلات ثم الوهم ثم السّعادة ثم التّشجيع ثم الفخر ثم كواشف المنصب (وتذكرت معالي الوالد المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ اصبغ الله عليه الصحة والعافية وكيف انه لم يتغير قل المنصب وهو في المنصب وبعد المنصب) ثم الهوايات ثم السفر ثم الخاتمة وفي الأخير لم أرى الدكتور يكرم التكريم الذي يستحق بجائزة أو بتسمية قاعة وهذا من أقل تقدير لجهوده الكبيرة في خدمة المجتمع والوطن.
نسأل الله للدكتور الصحة والعافية وليعذرني القارئ الكريم، فالكتابة من القلب وقد يزل القلم.
(1) وقد قامت عمتي الدكتورة ندى بنت صالح أباالخيل بجمع سيرته ونثره في كتاب.
(2) قال البخاري -رحمه الله- باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.
(3) القاعدة الفقهية تقول النفع المتعدي إلى الغير أفضل من النفع القاصر على النفس.
** **
- عبدالرحمن بن علي بن صالح أباالخيل