إعداد - طارق العبودي:
مدخل
يحتفي الوطن والمواطن بمرور 7 سنوات على تولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولاية العهد.. وخلال هذه السنوات قدّم سموه -يحفظه الله- الكثير والكثير لهذا الوطن، كامتداد لما قدمه في المواقع التي شغلها في السابق.
ولأن سموه يعمل ليل ونهار ويسابق الزمن ويبهرنا بكل جديد ومتميز فإنه من الصعب أن نحصر ما يقدمه سموه للرياضة في موضوع أو موضوعين أو حتى 10 مواضيع.. لكنني هنا سأحاول أن ألقي الضوء على بعض مما تحقق للرياضة السعودية منذ الوقفة الجادة والقوية من قِبل عراب الرؤية.
إن ما يقدمه سمو ولي العهد للرياضة السعودية أمر يدعو للفخر ويشجع على العطاء ويزيد من فرص النجاح، إذ لم يكتف سموه بتقديم الدعم المادي للرياضة، رغم أن المادة هي الشريان الرئيس بل امتد دعمه للأمور المعنوية والإشراف المباشر وتقديم الرأي، وهو ما أثرى الساحة الرياضية السعودية، وزاد من حجم حضورها ومنافستها في الداخل والخارج، كما جعلها محط اهتمام الجميع ومتابعتهم وحرصهم نظير ما أصبحت تقدمه الرياضة من تشويق للجميع وفي ألعاب مختلفة أصبحت تقام في المملكة العربية السعودية.
* * *
بطولات وإنجازات
حققت الرياضة السعودية خلال الفترة الماضية إنجازات تدعو للفخر، وتؤكد حجم الدعم والاهتمام وتكشف بوضوح وجلاء قيمة وأهمية ما تجده من القيادة، ويكفي من ذلك على سبيل المثال:
- تأهل المنتخب الأول لكرة القدم للمونديال العالمي في نسختيه 2018 و2022، وقطعه شوطاً كبيراً نحو التأهل لمونديال 2026.
- فوز فريق الهلال بدوري أبطال آسيا في نسختي 2019 و2021، وسيره بثبات نحو تحقيق لقب النسخة الحالية.
- مشاركة فريق الهلال في بطولة أندية العالم في نسختي 2019 و2022 ووصوله في النسخة قبل الماضية إلى النهائي وحصوله على المركز الثاني والميداليات الفضية، وضمانه المشاركة في مونديال الأندية 2025 وبطولة القارات 2024.
- مشاركة المنتخب الأولمبي في أولمبياد طوكيو 2020.
- نجاح المنتخبات السعودية في الألعاب الجماعية والفردية والفئات السنية كافة في تحقيق انجازات تاريخية لا تنسى، من بينها بطولات قارية كما فعل فريق الخليج لكرة اليد بانتزاعه الذهب الآسيوي، إلى جانب وصول بعض الألعاب الفردية إلى بطولات العالم، وتحقيق ميداليات أولمبية ودولية في جملة من المشاركات، إضافة إلى ما حققته الأندية السعودية من إنجازات كبرى في مشاركاتها المختلفة، والتي كان أبرزها:
- تحقيق لاعب المنتخب السعودي للكاراتيه البطل طارق حامدي، الميدالية الفضية في وزن فوق 75كجم، ضمن منافسات أولمبياد طوكيو 2020 التي أقيمت في اليابان، وهو إنجاز لم يكن ليتحقق حسب تصريح سمو وزير الرياضة «لولا الدعم الذي يحظى به القطاع الرياضي، من مقام خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة واهتمام سمو سيدي ولي العهد، وتوفير كل السبل الممكنة لتحقيق المنجزات، وتشريف الوطن في مختلف المحافل الدولية والقارية».
- ولعل النقلة النوعية التي شهدتها المنافسات الكروية السعودية بوجود عدد من كبار نجوم الكرة في العالم يعد إنجازاً بحد ذاته وقف خلفه سمو ولي العهد.
* * *
وأصبحت المملكة وجهةً للمتنافسين
أصبحت المملكة العربية السعودية في ظل الاهتمام الكبير والمتواصل قِبلة لكثير من المنافسات والمتنافسين على مستوى العالم، وباتت الكثير من البطولات والمنافسات تجد لها أرضًا رحبة، وتحظى بمتابعة واسعة، وجماهيرية كبيرة، بدءًا بنهائيات بطولات السوبر الإيطالي والإسباني والأفريقي، إلى جانب منافسات رياضية مختلفة، وفي مسابقات متنوعة، كالمصارعة والملاكمة والشطرنج وسباقات السيارات والدراجات، وغيرها من الألعاب الجماعية والفردية.
إن ما يقدمه سمو ولي العهد للرياضة السعودية، ووقفاته المستمرة مع القائمين عليها، وحرصه الدائم على أن تكون الرياضة السعودية في القمة دائماً، قد أسهم في جعل المملكة محل جذب واهتمام من قبل المؤسسات الرياضية في الخارج، ومنها ما أعلن عنه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من توقيع اتفاقية شراكة عالمية مع شركة نيوم لتكون الشريك العالمي للاتحاد للأعوام الأربعة المقبلة، ومعلوم أن نيوم مشروع عالمي عملاق وهو أحد مشاريع رؤية المملكة 2030.
* * *
الدعم يتجدد وفق خطط استراتيجية
تتويجاً لمبادرات ودعم القيادة الرشيدة للقطاع الرياضي فقد أعلن سمو وزير الرياضة قبل نحو 4 اعوام عن استراتيجية دعم غير مسبوقة للأندية السعودية، بهدف تشغيل وتطوير الأندية لضمان استدامتها إداريًّا وماليًّا.
ويومها أكد سمو وزير الرياضة الاهتمام الخاص من سمو ولي العهد ورؤيته في دعم الرياضة بشكل عام، والأندية بشكل خاص، مبينًا أن هذا الدعم سيحقق الاكتفاء الذاتي لدى الأندية، وسيسهم في نشر الألعاب المختلفة، إضافة إلى إيجاد نظام حوكمة مالية وإدارية، ستكون معها الأندية قادرة على جذب المستثمرين، بما سيسهم بشكل كبير وفعال في زيادة مداخيلها المالية، وهو ما أسهم بشكل مباشر في قدرة الأندية على إبرام تعاقدات جديدة، وتقديم أسماء مختلفة، أدت إلى رفع مستوى المنافسة، ورفع مستوى الإثارة، وجعل جميع المباريات محل المتابعة ومحط الاهتمام، وهو الأمر الذي لم يكن بهذا الشكل في السابق.
واوضح سمو وزير الرياضة أن استراتيجية الدعم ستعمل على تعزيز القطاع الرياضي بشكل عام، والاستثمار فيه على وجه الخصوص؛ إذ ستقوم وزارة الرياضة من خلالها بتوزيع مبالغ ضخمة للأندية وفق خطة متكاملة، تشجعها على العمل وفق إطار عام لنظام حوكمة فعّال، يسهم في تطورها على الصعيدَيْن الرياضي والإداري، إضافة إلى شمولية هذا الدعم لجميع الأندية، وفق آلية محددة.
الدعم للجميع بلا استثناء
وتوفر الاستراتيجية دعمًا ماليًّا مباشرًا لجميع أندية المملكة -بحسب تصنيفها سواء في دوري المحترفين او دوري الدرجة الأولى او دوري الدرجة الثانية أو بقية الدرجات.
وبحسب الاستراتيجية، يمكن لأندية دوري المحترفين الحصول على دعم إضافي في حال استيفائها الشروط المحددة والآلية المعتمدة.
* * *
الديون.. همٌ انزاح
«كانت» الأندية السعودية تعيش هما كبيرا وقلقا يثقل كاهلها يتمثل في «الديون» التي كانت تحاصرها وتكبل تحركاتها، وتهددها بشكل مباشر. لكن هذا الهم انزاح بقرار تاريخي من سمو ولي العهد، بسداد ديون الأندية. هذا القرار ضخ الدماء في شرايين الاندية من جديد، وأعاد لها نشاطها.
وساهم قرار سموه التاريخي في حل الكثير من القضايا، وإغلاق الكثير من الملفات التي كانت تؤرق الرياضة السعودية والعاملين فيها والمهتمين بها. ولم يكن هذا القرار هو الأول من سمو ولي العهد بل سبقه قرار تاريخي آخر بحل جميع مشكلاتها الخارجية والقضايا العالقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، التي كانت في السابق تقدر بـ107 قضايا ما بين منظورة وقضايا قيد الاستئناف بقيمة بلغت 333.500 مليون.