لمحتُها قبل الشروق، واقفةً على حافة الجبل، وشعرها كأنه ليلٌ أسدلَ أستاره على ظهرها. رمشَاها المرتجفان لم يعرفا السكون، وكأنما تنتظرُ الشمس لتخبرها أمرًا.
اقتربتُ بخطواتٍ حذرة، تتأرجح بين الفضول والخوف، لكنها شعرت بحركتي. التفتت إليّ بعينين تحملان سؤالًا صامتًا، لكنها لم تخرج حرفًا. عادت إلى وضعها الأول، وكأن وجودي لم يغير شيئًا.
استدرتُ مبتعدًا، لكنني بقيتُ أراقبها من مسافةٍ. كانت تخاطبُ السماء، ترسلُ أسرارها بصمت، فشعرتُ أن الفضول يضغطُ عليّ. وحين قررتُ الاقتراب منها، استدارت فجأة نحو الجبل، وتركتني خلفها.
وفي داخلي ألفُ سؤالٍ يزدحم بلا إجابة، لكنها مضت، تاركةً وراءها صمتًا أثقلَ من الجبل، وكأن وجودها كان سرابًا ترك أثره في روحي قبل أن يتلاشى.
** **
- زايدة حقوي