الثقافية - علي القحطاني:
مع التحولات الكبيرة التي تشهدها صناعة النشر أصبح دور الوكيل الأدبي عنصرًا أساسيًا في تعزيز حضور الكتاب في الأسواق المحلية والعالمية. ورغم تطور هذه الصناعة، لا يزال الفهم الكامل لدور الوكيل الأدبي وأثره في النشر محدودًا في العالم العربي. فالوكيل الأدبي يتعدى كونه مجرد وسيط بين الكاتب والناشر، ليقوم بدور محوري في توجيه الكاتب وتحسين مهاراته، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة له من خلال ترجمة أعماله إلى لغات مختلفة.
وفي لقاء مع الأستاذ فهد العودة، مدير وكالة «كلمات» الأدبية، تحدث لـ«الثقافية» عن تطور دور الوكيل الأدبي في العالم العربي، مؤكدًا أهمية هذا الدور في صناعة النشر، كما أشار إلى نجاح وكالة «كلمات» في ترجمة 30 كتابًا سعوديًا إلى لغات متعددة العام الماضي، بدعم من مبادرة «ترجم» التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة ولفت العودة إلى أن الوكالة تسعى للتوسع عالميًا من خلال علاقات قوية مع المترجمين ودور النشر العالمية.
وعن مستقبل الكتاب الورقي في عصر الرقمنة، أكد الأستاذ فهد العودة لـ«الثقافية» إلى أن الكتاب الورقي سيظل حيًا بفضل شغف القراء به، مشيرًا إلى أن الارتباط الحسي بالكتاب لا يزال يشكل جزءًا أساسيًا من تجربة القراءة.
وفي الختام، تحدث العودة عن استراتيجية «كلمات» في اختيار الأعمال الأدبية السعودية للترجمة، مؤكدًا التزام الوكالة برؤية المملكة 2030 ورغبتها في تعزيز حضور الأدب السعودي في الأسواق العالمية عبر ترجمة أعمال جديدة إلى لغات متعددة
مفهوم الوكيل الأدبي
كيف ترون تطور مفهوم الوكيل الأدبي في العالم العربي، وما مدى تأثيره في صناعة النشر؟
هنالك قصور في فهم دور الوكيل الأدبي وأهميته في الوطن العربي. الوكيل الأدبي ليس مجرد وسيط؛ بل له دور عظيم في توجيه الكاتب وتحسين مهاراته، وله دور فعّال في تسيير سوق صناعة الكتب من خلال اختياراته للكتب، وله دور كبير في تمكين الكاتب العربي من ترجمة كتبه ونشرها بلغات أخرى، فصناعة النشر تعتمد على أطراف كثيرة، والوكيل الأدبي ركيزة لا يمكن تجاهلها في صناعة النشر الغربي، وهو ما يجب لفت النظر إليه في الوطن العربي.
ترجمة الأدب السعودي
حدثنا عن جهودكم في ترجمة الأدب السعودي إلى لغات أخرى؟
أخذنا على عاتقنا في الوكالة منذ تأسيسها قبل 3 أعوام إحداث تغيير وفارق يميزها عن غيرها، وعملنا باجتهاد وتركيز على الأدب السعودي في العام الماضي بدعم سخي من مبادرة ترجم، فأنجزنا ترجمة 30 كتابا من الأدب السعودي إلى لغات أخرى.و لدينا اليوم لغات كثيرة ونهدف للتوسع العالمي بفضل علاقاتنا الدولية مع أبرز المترجمين ودور النشر العالمية.
الكتاب الورقي
هل ما يزال الرهان على الكتاب الورقي قائمًا في ظل التطور الرقمي؟
الكتاب الورقي باق ما بقي الإنسان. البشر مختلفين في طباعهم وتوجهاتهم، وهذا الاختلاف سيكفل للكتاب الورقي بقاءه. فما زال هنالك الكثير من الأشخاص الذين يستهويهم منظر أغلفة الكتب ولمسها ورائحتها واقتنائها والبحث عن النادر منها. نحن نراهن على هؤلاء القرّاء الشغوفين بالقراءة الورقية. إنهم دافعنا للاستمرار في صنعة النشر والبحث عن كل مميز يمتعهم ويفيدهم.
الصعوبات والتحديات
ما التحديات التي واجهتكم في تأسيس الدار والمكتبة والوكالة الأدبية؟
الدار والوكالة والمكتبة مشروعات تجمع بين الثقافة والتجارة. التحدي الدائم هو إيجاد التوازن بين الجانبين دون التأثير على رؤيتنا وهدفنا الأسمى في خدمة الأدب العربي. وفي الوكالة الأدبية كان التحدي الأكبر، حيث بدأنا من نقطة الصفر ولم يكن هناك نموذج يتماشى مع رؤيتنا. واليوم، أصبحنا علامة بارزة في مجال الثقافة، بفضل الله أولاً ثم بفضل جهود فريق آمن برسالة الأدب.
الوكالة الأدبية
هل يحتاج الكاتب إلى الوكالة الأدبية لضمان انتشار كتابه عالميًا؟
هذا مما لا شك فيه. ولنا في كبار الأدباء في العالم خير مثال. ما كنا لنسمع بأسماء غربية لامعة لولا جهود وكلائهم الأدبيين الذين سعوا لعقد صفقات الترجمة وتمكينهم من الجوائز. خلف أغلب الأدباء العالميين الناجحين وكلاء أدبيون لديهم حسن الإدارة والمهارة في فهم دهاليز الترجمة والنشر والدعاية والتسويق والتفاوض ولديهم حضور إعلامي وموثوقية في الوسط الأدبي وخبرات متراكمة تؤهلهم للتميز في عملهم.
معرض لندن الدولي
شاركتم في معرض لندن الدولي وبنيتم علاقات متينة مع دور نشر ووكالات أدبية عالمية عريقة. استكمالا لإنجازات وكالتكم لمشروعات ترجمة الأدب السعودي، ما هي الآلية التي تعتمدون عليها في اختيار المؤلفات السعودية للترجمة ؟
نسعى لإعطاء الأدب السعودي صوتًا مميزًا لدى القارئ الغربي من خلال اختيار أعمال أدبية ذات عمق وتأثير في المشهد الأدبي السعودي. وفي الوقت نفسه، نُدرك أن للناشر الأجنبي الحق في اختيار الأعمال التي تتناسب مع ذائقة قرّائه وسوقه.
اللغات الجديدة
ما هي اللغات الجديدة التي ستُترجم إليها كتب الأدب السعودي؟
بدأنا حاليًا في ترجمة الأدب السعودي إلى اللغات الفرنسية والإسبانية والفارسية والبلغارية، ونعمل على استكمال مشروعاتنا السابقة في اللغات الإنجليزية والصينية والكورية والتركية والكردية والصربية. ومع كل فترة، نضيف لغة جديدة ونختار لها الأنسب من المؤلفات والمترجمين والناشرين.
** **
@ali_s_alq