الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
لم يعد أدب الفنتازيا في العالم العربي مجرد ترف سردي، بل تحوّل إلى ظاهرة ثقافية تتصدر مشهد القراءة، يقودها الروائي السعودي أسامة المسلم، الذي أعاد تشكيل علاقة الأجيال الجديدة بالكتب، عبر نصوص تنبض بالخوارق، وتزخر بعوالم موازية وكائنات أسطورية.
وفي استطلاع أجرته «الثقافية»، طُرحت تساؤلات نقدية حول جدوى هذا الأدب، وحدوده بين المتعة الفكرية والمحتوى الفني. الدكتور سعيد العوادي وصف ما قدمه المسلم بـ«فتح ثقافي»، أعاد المراهقين إلى القراءة، لكنه أشار إلى أن الكاتب «أدار ظهره للأدب الجاد» بانغماسه في الخيال المجنـح. في المقابل، رفض الناقد الثقـافي د. عبدالرزاق المصباحي وصاية النقاد على ذائقة القراء، مؤكدًا أن أدب الفنتازيا يشكّل خطابًا ثقافيًا مؤثرًا لا يجوز تهميشه أو التقليل من أثره، تمامًا كما همّش النقاد من قبل «ألف ليلة وليلة».
الروائية عائشة بنور رأت أن هذا الأدب ليس طارئًا، بل امتداد لحكايات الجدّات وأساطير الطفولة التي شكّلت وعي الأجيال، فيما أشار د. عبدالرحمن إكيدر إلى أن نصوص المسلم تتجاوز الإمتاع، وتغوص في أعماق الذات والأسئلة الوجودية، بلغة فنية تستند إلى التراث وتفتحه على رموز العصر.
وبين من يرى الفنتازيا وسيلة للهروب من الواقع، ومن يعدّها بوابة للعودة إلى النفس، تظل الظاهرة قائمة، والجمهور حاضرًا... بينما يبقى النقد في موضع مساءلة: هل علينا أن نعيد النظر في «الرفيع والوضيع» في الأدب، أم أن «رغبة القراءة» وحدها كافية لإعادة تعريف القيمة؟