إن من الكتب المتقدمة، والأصول النافعة، كتاب التاريخ الكبير لأبي حفص الفلاس رحمه الله، وقد تولى تحقيقه الدكتور محمد الطبراني وفقه الله فبذل فيه جهدا مشكورا وحشاه بالفوائد النافعة، وقد أحسن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في طباعته ونشره، وقد قرأت الكتاب في طبعته الثانية، فقيدت عددا من الوقفات:
أولًا: في صفحة : فاستعملوا زحر بن جبلة بن زحر.
قال المحقق: كذا في الأصل، ولعله الصواب.
قلت: الأظهر أنه «جبلة بن زحر» كما ورد عند الطبري وابن حزم وغيرهما.
ثانيًا: في صفحة : سليمان بن طرخان … فقبله بنو تميم.
قلت: إن كان هذا الرسم في النسخة، فالصواب: بنو تيم؛ لأنه نسب إلى بني تيم، ومنزله ومسجده فيهم.
قال ابن منده في ترجمته: «كان مولى لبني مرة، ينزل فيهم، فلما تكلم بأشياء في القدر أخرجوه، فقبله بنو تيم وقدموه، فصار إمامهم».
قلت: وقد رجع عن مذهبه في القدر كما نقل عنه رحمه الله.
ثالثا: في صفحة : رأيت الحسن يوم هزم ابن الأشعث، وقع في الدجيل، فجعل يفتح بيديه.
قال المحقق في تعريف الدجيل: هو قناة من دجلة، كان أبو جعفر المنصور حين بنى بغداد أخرج من دجلة دجيلا ليسقى تلك القرى كلها.
قلت: التسمية قبل عمارة بغداد بزمن طويل، فالواقعة سنة هـ وبغداد بنيت زمن المنصور.
رابعا: في صفحة ( ): من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من بني أسد من خزيمة، ذكر الرواة من بني أسد ثم أدخل أشجع معهم.
قلت: أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وأشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر،فحسن أن يفرق بينهم، وقد يكون ذلك من سقط في النسخة، ويمكن أن يوضع لها عنوان مستقل بين معكوفتين كما صنعه المحقق في عدة مواضع، وبينه في صفحة ( ).
خامسا: في صفحة ( ): العداء بن خالد بن هوذة أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم الرُّجيج، وكان منزله به، قال المحقق: وفي طبقات خليفة: «الزّخيخ»، وقد اضطرب الرسم في هذا الحرف اضطرابا عظيما، ولا يزول إلا بالتقييد بالحروف من لدن عالم يوثق بعلمه.
قلت: الزجيج موضع معروف، وهو:جبل يقع في نجد عند خط الطول 13/425، ودائرة العرض 29/235 شمالا إلى الجنوب الغربي من فلجة (البريكة) بمسافة 14كم، ذكر وكيع في الطريق - المناسك- : أنه موضع على سبعة أميال من فلجة - أي أربعة عشر كيلا - وآبار الزجيج تقع في شعيب صدعان، والزجيج هو هضبة أم الصقور الواقعة على بعد 1كم شمالا من الآبار، وهي هضبة منفردة ورأسها محدد ([1]). دائرة العرض 28 ً 34 َ 23 ْ
وخط الطول 30 ً 11 َ 42 ْ. ( الطريق-المناسك-ص ، القطائع النبوية في نجد ص ).
سادسا: في صفحة ( ): الحسحاس بن الحر العنبري، قال المحقق: لم أجده
قلت: فيه تصحيف، وهو الخشخاش بن جناب العنبري، صحابي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبناؤه مالك وقيس وعبيد وكتب لهم كتابا، وحديثه في المسند، عن الخشخاش العنبري، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي ابن لي، قال: فقال: «ابنك هذا؟» قال: قلت: نعم. قال: «لا يجني عليك، ولا تجني عليه» ( رقم ).
وللفائدة: فمالك رضي الله عنه هو أبو الحر ومن ذريته الحصين بن أبي الحر، ومعاذ بن معاذ بن نصربن حسان بن الحر بن مالك، وعبيد الله بن الحسن وغيرهما.
** **
- أ. د. عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح