الثقافية - علي القحطاني:
كان مولعا بتعلّم اللغات في بداياته وتعلّم اللغتين الإنجليزية والفرنسية عندما كانت الأخيرة مقررة في المناهج التعليمية بالمملكة قبل إلغائها، عمل محاضرا في كلية التربية فرع جامعة أم القرى بالطائف، ثم في الشركة البريطانية للطيران والفضاء، يحمل شهادة عليا في الأدب الإنجليزي.
وفي لقاء الأستاذ علي بن عويض الأزوري مع «الجزيرة الثقافية» تحدث عن كتاباته المبكرة في الصحف والمجلات وابتعاثه للدراسة إلى بريطانيا، وحضوره للصالون الأدبي الثقافي الذي كانت تقيمه سفارة خادم الحرمين الشريفين عندما كان معالي الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي سفيرا هناك، والمساجلات الشعرية بينهما ونتجت عنها - في حينها - زيادة في رواتب المبتعثين.. كما كان للأزوري مساهمات في دوريات الأندية الأدبية، ونشرتْ له عدة ترجمات لقصص قصيرة وقصائد عن الإنجليزية في مجلة «نوافذ «التي كانت تصدر عن النادي الأدبي في جدة.
اللغتان الفرنسية والإنجليزية
كانت هناك في مناهج تعليم المملكة مادة اللغة الفرنسية تُدرّس؛ متى تمّ إلغاؤها، وما الذي تعلمته في المرحلة الثانوية من اللغتين الإنجليزية والفرنسية ؟
- أذكر أنه في المرحلة الثانوية كانت تدرس اللغة الفرنسية بمعدل حصتين في الأسبوع بجانب اللغة الإنجليزية (4 حصص)، وأُلغي تدريس الفرنسية في عام 1393 هـ في المرحلة الثانوية كنتُ محظوظا أيضا حيث درست في ثانوية ثقيف بالطائف. كان معلمو اللغة الإنجليزية في المراحل الثلاث (الصف الأول والثاني والثالث) إنجليز، ومنهم السيد «وليام» حيث كان أشهر من نار على علم، وبجانب المنهج الذي ندرس فيه القواعد الإنجليزية والكلمات درسنا رواية Around The World In Eighty Days «حول العالم في ثمانين يوما» لا زلت أذكر اسم الخادم «باسبارتو.
في أحداث الرواية، كنا ندرس عناصر الرواية والأحداث والشخصيات والحبكة، وكان للمعلم «وليام» دور كبير في تبسيط المحتوى ليصل إلى أفهامنا بدون تعقيدات، وكان يوجد معمل مجهز للغة الإنجليزية أيضا، واستفدتُ شخصيا في الاستماع لنطق الكلمات والعبارات من أصحاب اللغة الأصليين.
الأساتذة
ما الذي حفظته وتعلمته من أساتذتك ولاسيما د. يوسف عز الدين وأنت تذكره دائماً؟
- تعلمتُ من أستاذي يوسف عز الدين - رحمه الله - عندما قدّم نفسه في لقاء أخوي حضره معالي الدكتور راشد الراجح مدير جامعة أم القرى الأسبق، وعدد كبير من أعضاء هيئة التدريس (بعضهم تعلّم على يديّ الدكتور يوسف نفسه) وكانوا يقدّمون أنفسهم بالألقاب: «دكتور قبل أن يذكر اسمه»، وعندما وصل الدور إلى الدكتور يوسف قال: يوسف عز الدين طالب علم وأدب، كنتُ ولا أزالُ وسأظل طالب علم وأدب، وكلما ازددت علما ازددت جهلا.
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ
البدايات
كنتَ تكتب مقالتك في صحيفة الجزيرة قبل خمسين عاماً حدثنا عن هذه التجربة؟
- كان والدي صديقا للأستاذ الشيخ عبد الرحمن المعمر - يرحمهما الله - وكان يزورنا في بيتنا في حي الشهداء الشمالية في الطائف. كان ذلك في الثمانينات هجري وبداية التسعينات. كانت الجزيرة تصدر مرة في الأسبوع، وتصلنا بشكل منتظم. كان يشجعنا أنا وأخي خالد على الكتابة التي كانت نسخا ولصقا من كتاب « جواهر الأدب» وكتب المنفلوطي.
بدأتُ بقراءة الكتب المترجمة التي كانت تصدر عن (دار العلم للملايين) في المرحلة المتوسطة والثانوية وواصلت الكتابة حتى عام 1400هـ/1980م . كتبتُ في مجلة اليمامة في التسعينات ميلادي، ونشرتُ عدة ترجمات لقصص قصيرة وقصائد عن الإنجليزية في مجلة «نوافذ «التي كانت تصدر عن النادي الأدبي في جدة.
مساجلات مع غازي القصيبي
أثناء ابتعاثك لدراسة اللغة الإنجليزية في المملكة المتحدة كانت لك مشاركات ثقافية في الصالون الأدبي الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين هناك وكانت لك مساجلات مع سفيرها - آنذاك - معالي الدكتور غازي القصيبي ماذا تتذكر من تلك المرحلة؟
- ابتعثتُ إلى بريطانيا لدراسة الأدب الإنجليزي عام 1990م إلى مدينة إكستر Exeter . كان الزملاء في المدينة من جامعات مختلفة يدرسون علوما سياسية أو إدارة ولم يكن منهم من يدرس اللغة وآدابها، وكانت هناك مساجلات شعرية بيني وبين معالي الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي إبان دراستي في بريطانيا عندما كان معاليه سفيراً هناك في الفترة بين 1992 - 1996، وكانت النتيجة زيادة رواتب الطلبة السعوديين الدارسين في الخارج بنسبة 30 %. والمساجلات فصحيفة الجزيرة مشكورة نشرتها. كانت قصائد أنجلو - عربية يغلب عليها طابع الفكاهة. يجب أن يعود الفضل لأهله، فالفضل - بعد الله - للملك فهد - يرحمه الله - ولمعالي وزير التعليم آنذاك الدكتور خالد العنقري، وإلى معالي الدكتور غازي القصيبي - يرحمه الله-.
زارنا الدكتور غازي - يرحمه الله - في الجامعة بدعوة من مديرها لإلقاء محاضرة عن الخليج بعد أزمة الخليج (الثانية)، ثم اجتمع بنا في صالة خاصة في أحد الفنادق وقال إنه تكلم مع الدكتور العنقري ورفع إلى مقام الملك فهد عن مشكلة رواتب الطلبة المبتعثين في بريطانيا ومما قاله: «إن الأخ الأزوري بقصائده الفكاهية الظريفة الجميلة ساعد وحفز على تلبية طلبكم وسيكون هناك زيادة في رواتب الطلبة المبتعثين بمعدل 30 %.
المجلس الثقافي السعودي في لندن
صف لنا هذه العلاقة مع الراحل معالي الدكتور غازي القصيبي - يرحمه الله -؟
- معالي الدكتور غازي - يرحمه الله - أكرمني كثيرا، وكان يدعوني لكل مناسبة أدبية تقام في الملحق الثقافي السعودي في لندن، وتسنى لي حضور أمسية للروائي السوداني الطيب صالح، وأمسية شعرية للأمير خالد الفيصل.
وقد حصل موقف طريف في تلك الأمسية حيث أخذ الدكتور غازي في تقديم الأمير خالد ومما قال: أنا والأمير خالد ولدنا تقريبا في نفس السنة، وعندما بلغنا الخمسين من العمر كتب كل منا قصيدة عن الخمسين. انتقل الميكروفون للأمير خالد وبدأ الحديث بعد السلام بقوله: يدّعي الدكتور غازي أننا ولدنا في نفس العام وأننا في نفس العمر أنظروا إلى رأسه وإلى رأسي!.
** **
@ali_s_alq