الثقافية - وهيب الوهيبي:
لم تكن مسيرة الأكاديمي ووزير الحج والعمرة السابق الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن مفروشة بالورود بل واجهت صعوبات وتحديات عان فيها من بعض الظروف والغربة، وتحديدا إبان تحصيله العلمي لنيل درجة الدكتوراة في الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول الدكتور محمد بنتن في هذا الصدد خلال تكريمه في ثلوثية الدكتور محمد المشوح والتي أدار دفة الحوار فيها الدكتور سعد النفيسة وسط حضور أكاديمي وثقافي وإعلامي: نشأت في منزل يقع على سفح جبل السبع بنات بمكة المكرمة
وتلقيت تعليمي الأولي في مدرسة الرحمانية الإبتدائية وسط مباني قديمة ومنازل شعبية بسيطة في حي أجياد المكتظ بالسكان من جنسيات مختلفة و كان للبيئة غير المرفهة التي تربى فيها جيلنا دورا في تنمية الرجولة المبكرة وغرس الجدية لدى صغار السن كما كان لتعودي على تحمل المسؤوليات وإسناد المهمات الكبيرة من والدي الأثر الكبير في تنمية المخزون الثقافي والعلمي.
وعدّ مدارس الفلاح التى أكمل فيها مرحلتي المتوسطة والثانوية من أبرز المدارس في وقتها لوجود نخبة من المعلمين الذين كانوا يعملون فيها من كبار المشايخ لافتا أنه من المواظبين على مراجعة ومذاكرة دروسي في المسجد الحرام واستغل تواجدي بفرصة الاستماع إلى كثير من العلماء أمثال الشيخ علي الطنطاوي والشيخ محمد السبيل رحمهما الله حتى في مواسم الحج كنت استثمر وقتي بالعمل في البسطات وبيع المرطبات والشاي والخردوات على ضيوف الرحمن.
أما في المرحلة الجامعية فقد اتجهت إلى دراسة الهندسة الكهربائية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية ولم تكن الحياة فيها بالمشهدالذي نراه اليوم حيث كانت الطرقبلا إنارة والمحال التجارية تقفل في أوقات مبكرة والتنقل فيها شيئا من الصعوبة الإ إني بحمدالله واصلت الدراسة في الجامعة بكل اجتهاد إلى أن حصلت على درجة الماجستير فيها ثم ابتعثت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الإمريكية لدراسة مرحلة الدكتوراة في تخصص هندسة الحاسب من جامعة كولورادو بولدرعدت بعدها إلى الوطن للعمل في نفس جامعة الملك فهد أستاذا ثم عميدا لكلية علوم وهندسة الحاسب الآلي بقرار من مدير الجامعة..
ويضيف في معرض حديثه : بعد تعيين الدكتور محمود سفر رحمه الله وزيرا للحج طلب مقابلتي ليعرض علي أن انضم الى وزارة الحج مستشارا له لحاجة الوزارة في ذلك الوقت لإدخال التقنية في تسيير أمورها وتحقق ذلك فعلا وواصلت العمل في الوزارة في عدة مهام قيادية إدارية إلى إنتقالي
رئيسا لمؤسسة البريد السعودي ثم العودة مرة أخرى إلى وزارة الحج والعمرة لكن هذه المرة وزيرا بأمر ملكي في نهاية شهر رجب من عام 1437 هـ
وعلق ضيف الثلوثية على مشروع العنوان الوطني عندما كان رئيسا لمؤسسة البريد السعودي أن المشروع حقق نقلة نوعية كأول نظام عنونة حيث صمم بمعادلة حسابية تربطه بنظام تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية ويتميز بأن الرمز البريدي يكفي لتحديد المنطقة الإدارية والمدينة والحي استنباطا من الأرقام التي يتكون منها.
وحول كتابه الصادر حديثا ( بصمات في الذاكرة ) والذي تناول فيه مسيرته العلمية والعملية منذ ميلاده ونشأته في مكة المكرمة إلى توليه مناصب قيادية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومؤسسة البريد السعودي ووزارة الحج والعمرة أكد أن إصداره للكتاب ليس استعراضا للذات بل توثيقا لمرحلة مهمة هدفها توعية الأجيال بالعمل الجاد والتخطيط للمستقبل...
لخدمة الوطن
يذكر أن الكتاب حظي بمقدمة دونها الدكتور عبد العزيز بن محي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام السابق تحت عنوان “إبحار في رحلة ملهمة”