من أكثر البلاد التي شهدت تطورا كبيرا على جميع المستويات خلال السنوات الأخيرة الماضية خاصةً على المستوى الثقافي، هي السعودية وذلك التطور الثقافي الهائل أعطى الفرصة لاتساع المدى الثقافي بالمملكة بصورة غير مسبوقة.
فدائماً ما كانت المملكة تُعرف تاريخيًا بالإرث والأمجاد إلا أن قادتها رؤية المملكة 2030 تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى مجموعة من التطورات، وهذه لم تؤثر فقط على السياسات الداخلية بل امتدت لاتساع المدى الثقافي في المملكة على الساحة العالمية وأدت إلى بروز مظاهر هوية مستقلة لها.
كما أن هذا الاتساع الثقافي لم يقتصر فقط على مجال محدد، بل امتد عبر مختلف المجالات بدءًا من الأدب والفنون إلى التقاليد والعادات. أيضا يشهد المجتمع السعودي منذ آلاف السنين تنوعًا ثقافيًا واسعًا بسبب تواجد العديد من القبائل والمجموعات الاجتماعية التي تمتلك عادات وتقاليد خاصة بها وهذا التنوع يُضفي على الثقافة السعودية عمقًا وتنوعًا مما يُسهم في تعزيز الوحدة الوطنية والانتماء الاجتماعية.
حيث يعد وطني من الأوطان التي تمتلك تراثًا ثقافيًا ثريًا يمتد عبر آلاف السنين يتميز بجمعه بين التاريخ القديم والتراث الإسلامي والعربي.
ومع الانفتاح الكبير الذي شهدته السعودية، إلا أن ذلك لم يأتِ على حساب التراث الثقافي المحلي، بل على العكس تسعى المملكة جاهدة للحفاظ على هويتها الثقافية وتعزيزها، وبملامح حاكمة قال ولي العهد «إن رؤية 2030 ساعدت على تعزيز الهوية السعودية وتعزيز حضورها عالميًّا، حيث أصبح عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجل لدى اليونسكو 8 عناصر، بعد أن كان عددها 3 عناصر فقط قبل إطلاق الرؤية، ووصل عدد مواقع التراث العمراني المسجلة في سجل التراث الثقافي»
إن الاتساع الثقافي الذي تشهده السعودية يمثل نقلة نوعية في مسارها نحو مستقبل أكثر انفتاحًا وتنوعًا، ويأتي ذلك تأكيداً لقول الأمير محمد بن سلمان «ما نمر به اليوم تاريخ لا ينسى وتحد مع الزمن سنجني قريبًا منجزات وأعمالا لا تخطئها الأنظار»
وهذا التحول لا يُسهم فقط في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، بل يتيح أيضًا فرصة للمجتمع السعودي للاندماج في الحوار الثقافي العالمي والتفاعل مع تجارب وثقافات مختلفة.
الفخر بالهوية الثقافية:
على الرغم من التطورات الحاصلة والتوجه نحو الحداثة يظل السعوديون فخورين بثقافتهم وتراثهم ويرون فيه مصدر فخر وإلهام.
ويُظهر السعوديون ارتباطهم بتراثهم من خلال الاهتمام بالفنون التقليدية مثل الشعر النبطي والرقصات الشعبية مثل العرضة وكذلك من خلال الحرص على تعليم الأجيال الجديدة قيم وتقاليد المجتمع.
إن المملكة العربية السعودية تجمع بين الحداثة والتراث في تناغم فريد ما يجعلها نموذجًا يحتذى به في كيفية الحفاظ على الهوية الثقافية وسط عالم متغير.
فالمملكة العربية السعودية ليست فقط واحدة من الدول الأكثر تطورًا بل أيضًا من الدول الأكثر احترامًا لتاريخها وثقافتها الغنية.
** **
- خلود الشهراني