عنوان الديوان جاء موافقاً لفكرة جمع القصائد المتنوعة التي وردت به والتي كُتبت في أزمنة مختلفة كما ذكر المؤلف في المقدمة فكان الديوان أشبه ببستانٍ حوى أنواعاً مختلفة من الزهور لكل زهرةٍ لونها وعبقها الذي يختلف عن الأخرى مماجعل التنزه به ممتعاً ومُلبياً لرغبة كل عاشقٍ لنوعٍ من الزهور على حدة.
وكما هو حالُ أي قاريءٍ للديوان وقفتُ عند بعض القصائد التي لامست وجداني أو ذائقتي مما جعلني أراها أجمل من غيرها وهي في الحقيقة كثيرة ولكن أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: سؤال، الولد وفئران الحقل، إلى أرض الكنانة، النساء، الأرض، تولة العشق، أمي، حلم، مأساة طفولة وغيرها وكل النصوص الواردة با لديوان تستحق القراءة بِكُلِ نصٍ فكرةٌ بذل الشاعرُ جهده كيما تصلُ للمتلقي.
يتسمُ أسلوب شاعرنا المعروف بالسهل الممتنع حتى في النصوص المباشرة فما بالك بالنصوصِ التي يتعمدُ فيها الغموض الذي يحتاجه الشاعرُ أحياناً ليعبر عنما يريد بأسلوبٍ بديعيٍ يُعطي النص تفسيراتٍ أخرى لكنهُ لا يذهبُ للتعقيد الذي يستهلكُ المعنى و قد لاحظتُ أنه يركزُ على المعنى كثيراً حتى في قوله في مقدمته ابحثوا عن الشعر و عن الشعر فقط و لذلك نجده في بعض النصوص التفعيلة اهتم بالمعنى أكثر من المبنى فخرج بها نوعاً ما عن وحدة التفعيلة الواحدة أو موسيقى تفعيلة واحدة في نفس النص ، و هذا النهج قد يوافقه فيه البعض و قد لا يعجبُ اخرين لكنه لم يخرج بتلك النصوص عن جمالها في و الفكرة التي يود أن يصل بها إلى القارئ .
شكراً لك محمد عابس أنك شرفتنا بتواضعٍ جم أن نقرأ ديواناً لك وأن نطرح انطباعاً عن جمال أحد بساتينك الأدبية وشكراً لرحابةِ صدرك لتقبل النقد.
** **
- د.عبدالله عشوي