الثقافية - متابعة:
رصَد تقريرُ الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية 2023م حجمَ الإنتاج في قطاع الفنون البصرية، وذلك عبر نشاط المعارض الفنية التي نظّمتها الجهاتُ الحكومية والجامعات والمؤسسات الفنية غير التجارية خلال العام الماضي 2023م.
التقرير الذي تُعِدُّه وزارةُ الثقافة سنوياً، وحملت نسختُه الخامسة والأخيرة عنوانَ «الاستدامة في القطاع الثقافي»، قدّم تفصيلاً لعددِ الأعمال الفنية المعروضة فيها، مُعرِّفاً المعرضَ الفني بأنه «الصالةُ الفنية أو التجارية أو المساحة المفتوحة التي تحتوي على مجموعةٍ من الأعمال الفنية المعروضة، سواءً كانت لفنان واحد أو لمجموعة فنانين، ويغلب عليها الطابع المؤقت».
وأوضح التقرير أنه على الرغم من النشاط الواعد في المعارض الفنية التي قدّمتها أنديةُ الهواة والجمعياتُ المتخصصة في القطاع، والتي بلغت حسب التقرير 283 معرضاً فنياً في 2023م أقامتها المؤسساتُ الفنية غيرُ التجارية، إضافةً إلى الجامعات، إلا أنه يوجد انخفاضٌ نسبي عن نشاطِ عام 2022م، الذي احتضن 304 معارض فنية.
وألمح التقرير إلى أن هذا الانخفاضَ الجزئي ربما يعود لما يمر فيه قطاعُ الفنون البصرية إضافةً إلى القطاع الثقافي غير الربحي من تحولاتٍ تنظيمية، مثل إعادة تنظيم الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون تحت مظلة المركز الوطني غير الربحي، حيث لوحظ بأن نشاط الجمعية شهد ركوداً في العام الماضي من حيث إقامة المعارض الفنية، حيث أقامت 96 معرضاً فنياً في العام 2023م، مقابل 209 معارض في 2022م، أي بنسبة انخفاضٍ بلغت 54 %.
وعلى الرغم من هذا التراجع في عدد المعارض الفنية بشكل عام، إلا أنه برزت في العام الماضي عدة معارض نوعية، استكشفت أجناساً فنية جديدة تتواءم مع التطورات الفنية والتقنية في القطاع، مثل الفنون الضوئية، والرقمية، والصناعية، منها إطلاقُ وزارة الثقافة بالتعاون مع هيئة الفنون البصرية معرض «شبه طبيعي»، وهو أحد معارض الواقع المعزز الرائدة في المملكة، وقد أقيم المعرض في 20 موقعاً في مدن الرياض وجدة والخبر والدمام، وشارك فيه عشرة فنانين متخصصين في توظيف تقنيات الواقع المعزز في الفنون البصرية، وتُشكّل نسبة السعوديين منهم 60%.
ومثّل المعرضُ «شبه طبيعي» رؤيةَ الفنانين لما ستبدو عليه الطبيعة في المستقبل من خلال استخدام تقنياتهم لإنشاء مناظر طبيعية تمزج العالم الرقمي بالعالم الواقعي مع الخيال الفني.
ومن المعارض الرائدة أيضاً معرضُ «الفن الصناعي» الذي نظّمته وزارةُ الثقافة في الظهران، بمشاركة 35 فناناً سعودياً وعالمياً، تم من خلاله إعادةُ تدوير المواد الصناعية بشكلٍ مبتكر، وتحويلُها إلى أعمال فنية.
كما أقيم معرضُ «نور الرياض» في نسخته الثالثة، والذي يُعَدُّ من أكبر احتفالات الفنون الضوئية في العالم، حيث شارك فيه 109 فنانين وفنانات، قدّموا 124 عملاً فنياً، فيما أقيم أيضاً ملتقى «طويق للنحت» بنسخته الرابعة تحت شعار «مدى الانسجام»، والذي يُعَدُّ تجربةً نوعية فريدة تُوفّر للزوار بمختلف الشرائح فرصةَ مشاهدةِ رحلةٍ فنية لـ 30 فناناً سعودياً وعالمياً متخصصاً بصناعة منحوتاتٍ عامة من حجر الجرانيت وحجر الرياض في بيئةِ نحتٍ حية لمدة 26 يوماً.
كما برز أيضاً ضمن المعارض الفنية لعام 2023 «مهرجان رش لفن الجداريات» بتنظيمٍ من هيئة الفنون البصرية في الرياض، والذي جمع 44 عملاً فنياً، بتنوُّعٍ لافت، إذ تراوحت أنواعُها بين الجداريات التي احتلّت النسبةَ الأكبر منها بـ 26 عملاً، بينما شملت بقيةُ الأعمال منحوتاتٍ، وفيديو فيلم قصير، والصور المتحركة، والصور الأرشيفية، والفن باستخدام التركيب الصوتي والتركيب الضوئي، والواقعَ الافتراضي، وشارك في هذه الأعمال 35 فناناً وفنانة.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الثقافة إذ تُصدر تقريرَها السنوي للحالة الثقافية، فهي تهدف إلى رصد الحراك الثقافي السعودي، وحصر أهم وأبرز تطوراته، ومنجزاته، والتحديات التي تواجهه، لِـتُـتِـيـحَـهُ للمهتمين والمتخصصين والعاملين في المجال للاطّلاع على تفاصيله والإفادة منه.