الثقافية - متابعة:
أصدرت دار ماس للنشر في عام 2024م المجموعة القصصية الجديدة «هيجان يوم ممطر»، للمؤلف محمد المنصور الشقحاء، ويضم هذا العمل الأدبي نحو 30 قصة قصيرة تعكس مزيجًا من التجارب الإنسانية، حيث يتناول الكاتب قضايا حياتية معقدة بلمسة فلسفية وفكرية عميقة.
تغطي القصص في «هيجان يوم ممطر» طيفًا واسعًا من الموضوعات التي تتعلق بالعلاقات الشخصية، الفقد، البحث عن الذات، وكذلك الصدف التي تواجه الأفراد في حياتهم. ويستعرض الكاتب هذه القضايا باستخدام أساليب سردية متنوعة، تتراوح بين السرد البسيط والتأملات العميقة، ما يتيح للقارئ الفرصة لاستكشاف الحياة اليومية من زوايا فلسفية.
قصص تعكس التجارب الإنسانية بعمق
من أبرز قصص المجموعة «رسالة»، التي تروي تجربة شابة تتعامل مع اختفاء أحد أفراد عائلتها في مدينة كبيرة، مما يثير لديها العديد من التساؤلات حول الحياة والمصير. كما أن قصة «ثلاث حبات سفرجل» تعكس موضوعات تتعلق بالنضوج والتفاعل مع الماضي في إطار عائلي، حيث تستعرض بطريقة شعرية وفلسفية مراحل التغير والذكريات.
قصة «حقنة الأنسولين» تقدم صورة مؤثرة عن رحلة رجل مسن مع مرض السكري، وكيف يؤثر المرض على حياته العائلية والنفسية، بينما تأتي «الولع قد لا ألمسه» لتغمر القارئ في أحلام غير مكتملة وتصورات شاعرية عن الحياة. هذه القصص وغيرها تطرح تساؤلات فلسفية حول الذات والعلاقات الإنسانية.
المجموعة أيضًا تطرح تساؤلات حول الصدف ومدى تأثيرها على حياتنا، كما في قصة «هل الصدف حقيقية»، حيث يغير موقف بسيط وغير متوقع مجرى حياة الشخصيات. كما أن قصة «المرأة المتنمرة» تلقي الضوء على العلاقات الأسرية والسلطة النفسية التي قد يمارسها البعض داخل الأسرة والمجتمع.
تأتي «هيجان يوم ممطر» كإضافة إلى مكتبة الأدب العربي السعودي الحديث، حيث يقدم محمد المنصور الشقحاء في هذه المجموعة قصصًا تتناول مواضيع الفقد، العلاقات، والصدف التي تشكل حياتنا. القصص تتنوع بين الطابع الحياتي الواقعي والعمق الفلسفي، مما يجعلها تجربة أدبية عميقة للقراء الذين يبحثون عن قصص تحمل أكثر من مجرد تسلية، بل تدعو للتأمل والتفكر. مجموعة القصص هذه تمس واقعنا اليومي وتفتح أمامنا أبوابًا للتفكر في معاني الحياة، العلاقات، والمواقف التي نصادفها في رحلتنا اليومية.