حين تُضاء سماء الثقافة بأطياف الفعاليات المتنوعة، يتجلى المشهد وكأنه سيمفونية متقنة تجمع بين الماضي والحاضر، حيث تصبح الفعاليات الثقافية جسوراً تعبر بالهوية نحو المستقبل.
وزارة الثقافة، برؤيتها الطموحة، لم تعد تقدم الثقافة كمنتج جامد، بل كحياة تنبض في قلوب الناس، تبث الإلهام، وتزرع الفخر بالجذور.
في المهرجانات الأدبية، تتحول الكلمات إلى عوالم مفتوحة، حيث يلتقي الكُتّاب والشعراء والمفكرون ليعيدوا تعريف الأدب كنافذة لاكتشاف الذات والمجتمع. هنا، لا تُقرأ النصوص فقط، بل تُعاش، ويتحول الحرف إلى قوة قادرة على بناء عقول وصناعة أجيال.
أما المعارض الفنية، فهي ليست مجرد أروقة تحتضن الأعمال، بل منصات تعبير صامتة بصخبها، حيث الألوان والخطوط تروي قصصاً بلا كلمات. إنها لحظات يتوقف فيها الزمن، وتصبح فيها اللوحات لغة تخاطب الجميع، بغض النظر عن اختلافاتهم.
وفي العروض المسرحية والحفلات الموسيقية، تنبض الحياة من على خشبة المسرح، حيث تتمازج الألحان مع الحكايات لتشكل لحظات لا تُنسى. هذه الفعاليات ليست مجرد ترفيه، بل هي مرايا تعكس التحديات والآمال، وتحفز الجمهور على رؤية العالم من زوايا مختلفة.
الأسواق التراثية تضيف بعداً آخر لهذا المشهد الثقافي، حيث يلتقي الزمان بالمكان. هنا، تعود الحرف اليدوية إلى الحياة، وتتجلى المهارات التي كانت تمثل عصب الحياة اليومية في الماضي، مما يمنح الزوار تجربة تنقلهم عبر الزمن بأسلوب معاصر.
وزارة الثقافة لم تكتفِ بإحياء الفنون والتراث، بل حولت الفعاليات الثقافية إلى حركة مجتمعية نابضة، تلامس شغف كل فرد وتفتح أبواباً لاكتشاف الذات. إنها دعوة للتفاعل مع الثقافة بوصفها طاقة متجددة قادرة على بناء الأجيال وصناعة المستقبل.
وهكذا، تتجاوز الفعاليات كونها مناسبات عابرة لتصبح رواية وطنية تُحكى بأصوات وألوان وألحان. إنها رحلة إبداعية مستمرة، تمضي بخطى واثقة نحو غدٍ تتجلى فيه الثقافة كقوة تُثري الروح وتبني الأوطان.
** **
- خلود القاضي