عندما يصافح البنفسج نخيل الأحساء تغرد القصائد بعذب الألحان وتطرب الأنفس حبورا وسعدا؛ هكذا كانت رحلة "روافد الأدب" من مقهى 89 بالرياض برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي أمير محافظة الأحساء -حفظه الله- صحبنا الشريك الأدبي رفيق التألق؛ انطلقت حافلة المثقفين والأدباء أرباب الكلمة وصناعها من الرياض إلى الأحساء كان وقودها القول العذب وورقات نقدية رصينة ألتفننا حول مائدة القول في جبل القارة الذي كان يطوقنا بأذرعه البديعة.
وافق ذلك يوم التأسيس الذي يذكرنا في كل عام بمجد وطننا الغالي، وبالعز والأمن الذي نرفل فوق ثراه، هذه الطمأنينة التي جعلت أبناء الوطن يجوبون الإبداع وفاء له، من هنا أتحدث عن رحلة أدبية رائدة في مجال المقاهي الأدبية.
أخذتنا "روافد الأدب" بجولة في شوارع الأحساء، شممنا الأصالة الضاربة في الأرض، بدت أعيننا تترقب لافتة المفكر المثقف أ.د. سعد البازعي حين رأيناها اشرأبت أرواحنا حتى ظننا أننا من الفخر به صرنا نطاول النخل، فنحن نبتهج حينما نرى الوطن يكرم أبناءه المخلصين، وبشخصية انتفع من فكرها الكثير.
إن الرحلات الأدبية مشروع ثقافي ريادي تلقفته بعض همم المبدعين من أمثال الأديب الأريب د.عبدالله السفياني الذي كان سباقا للإبداع دائما، حيث انطلق بمشروعه الرحلات الأدبية حول مناطق المملكة وكان حينها دار نشر، أسفرت عن ذلك نصوصا إبداعية متعددة وسمت بطابعها. أما الرحلات الأدبية التي تتبناها المقاهي الأدبية فحظي بسبقها مقهى دفعة 89؛ نتج من خلالها نصوص سردية وشعرية ودراسات نقدية وترنيمات ملحنة بحنجرة رققها عذوبة ماء الأحساء، فكانت رحلة منتجة للأدب بأشكاله، وفيها اكتشفنا شاعرية عراب الرحلة أ.د. سعد البازعي حيث أمدنا بنصين شعريين رائعين، اقتبس بيتا منهما يقول:
هذي الرياض وتلكم الأحساء
وطن تعدد حبه الأسماء
وإني -رأيت- نجاعة هذه الرحلة التي أوقدت فتيل القوافي وشمرت عن سواعد النقد وصوت الحكايات دونت بعضها في مواقع التواصل الاجتماعي وبعضها ستتلقفه المجلات العلمية، وهنا حققت الرحلة هدفها النفعي والإمتاعي معا، أما ذكراها الحلوة فمحفورة كنقش سومري في أفئدة أعضاء الرحلة. وفي هذه المقالة دعوة للوقوف على الرحلات الأدبية في المملكة العربية السعودية وجهودها ودراسة سمات الإبداع المنتج فيها وعنها.
في الختام، أشكر الكابتن: محمد العنقري وللأستاذتين: مها الفهيد وماريا المباركي، وفريقهم الرائع فهم من أبناء الوطن الأوفياء الساعين إلى رفعة الأدب.
للعلياء دوما مقهى دفعة 89!
** **
- د.منال بنت صالح المحيميد