الثقافية - متابعة:
شهدت مكتبة صوفيا بالرياض أمسية ثقافية رمضانية، حيث استضافت الأستاذ سهم بن ضاوي الدعجاني الكاتب في صحيفة الجزيرة، في لقاء أدار دفته د. عبدالرحمن العتل ، اللقاء كان بعنوان « البعدان: الإنساني والثقافي في مذكرات جميل الحجيلان «
استهل الدعجاني حديثه بذكر شيء من علاقته بالشيخ جميل الحجيلان التي بدأت قبل أكثر من ربع قرن من خلال حضور معاليه لصالون علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله والتي كان يسميها البعض « ضحوية الجاسر « عندما كانت تعقد بمنزل الشيخ حمد الجاسر « دارة العرب « بحي الورود بمدينة الرياض ، ثم توطدت تلك العلاقة بمعاليه توجيها ودعما خلال عمل المحاضر في إدارة مركز حمد الجاسر الثقافي ، وذكر أنه تلقى خطابا أبويا حانيا من معاليه عندما انتهت فترة إعارته للمركز في عام 1426هـ ، قبل أن يعود إلى عمله الأساسي بوزارة التعليم..
في البداية، وصف الدعجاني مذكرات الحجيلان بقوله : « إن السيرة التي كتبها الشيخ جميل الحجيلان هي أوفى وأشمل سيرة ذاتية قرأتها لمسؤول سعودي ، بل هي أرقى وأمتع سيرة ذاتية قرأتها لرجل دولة في بلادنا ، من حيث لغتها العربية الجميلة التي اتصفت بدقة التصوير وروعة الوصف بأسلوب أدبي رائع ، ولم تقتصر تلك المذكرات على مشواره الوظيفي العظيم ، بل تعدت ذلك إلى تسجيل وتوثيق ورصد و تحليل الكثير من الأحداث التأريخية على المستوى المحلي والإقليمي التي عاصرها الحجيلان بعقله ووجدانه وفكره المستنير وأبدع في رسم تفاصيلها، زماناً ومكاناً. لذلك كانت توصف مذكراته قبل صدورها في المشهد الثقافي المحلي بأنها « السيرة المنتظرة «، وقد كتبت العديد من المقالات في الصحافة السعودية في انتظارها و الشوق لصدورها.
ويكفي أن نقرأ ما كتبه الأمير تركي الفيصل عن هذه المذكرات: «معالي الشيخ جميل الحجيلان ينطبق عليه ما قاله الأمير خالد الفيصل في إحدى قصائده مجموعة إنسان، فهو أديب ودبلوماسي وإداري ولا أستبعد أن يكون شاعرا « .
تناول الدعجاني اللقاء التاريخي للحجيلان بجلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله عام 1371هـ و الذي وصفه الحجيلان بقوله «».. لم تعني ذاكرتي بالإحاطة بتفاصيل المكان، فقد كنت مأخوذا بهيبة اللقاء. وكل ما اقتربنا من مكان جلوس الملك، تسارعت نبضات قلبي، وجف ريقي، وتصلبت أطرافي فقد كان الموقف فوق قدرتي على مواجهة هذه اللحظات المحملة بمشاعر الهيبة والمهابة «
كما استعرض الخطاب الذي كتبه الحجيلان لمنسوبي المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر عندما صدر قرار جلالة الملك سعود بإعادته الى عمله بوزارة الخارجية، بعد أن عمل أكثر من ثمانية شهور في المديرية مديرا عاما لها و الخطاب الوداعي يفوح تقديرا لزملائه في المديرية و تتسم عباراته بروح المسؤول الوطني الذي يحّيد الجوانب الشخصية في سبيل خدمة مليكه ووطنه
بعد ذلك تحدث الدعجاني عن عدد من المحاور: « وضحى الحجيلان « والدرس الأول، قرار الشيخ « فوزان السابق «، علاقة جميل الحجيلان بالميكروفون، علاقته بالصحف اليومية، زوجته أم عماد، «التعليق السياسي « فاتحة ثقة الملوك، «المبادرة « منهج مدرسته الإدارية، درس في التأني الوظيفي ، الحدث الأهم في حياتي ، الحسناء المنتظرة ، الإلمام بالأنظمة واللوائح ، مساندته للصحفيين السعوديين «.
وختم المحاضر حديثه عن الحجيلان بقوله: « كانت ولادته في دير الزور لأسرة مغتربة (من العقيلات)، وظروف أسرته في ظل غياب والده المستمر بسبب كثرة ترحاله ، جعلت من السيدة وضحى، وهي التي تحملت كل هذا على عاتقها ، قد تعرضت لموقفين من أشد مواقف حياتها ألماً ، الأول :حينما غاب زوجها عنها خمسة أعوام متتالية ، غير أنها أبقت على غرفة زوجها مغلقة، تنتظر عودته، وتدافع عن غيابه، وفاءً وصبراً وتحملاً والثاني: حينما قرر زوجها بيع إسطبل خيوله لسداد ديوان تراكمت عليه ،غير أنها رفضت التفريط في هذا الإسطبل الذي اعتبرته السيف و العزوة، لذلك تواصلت مع مُلاك الإسطبل الجدد، بأن تُسدد قيمته ويعيدوه لها، فكان لها ذلك.
ثم فتح المجال للمداخلات منها : د. عبدالله ثقفان ، ود. عبدالعزيز العمار ود. حمد العليان و م. ماجد مليباري ، و د. حصة المفرح و غيرهم.
في ختام اللقاء شكر المحاضر أ . خالد المرشد المدير التنفيذي لمكتبة صوفيا بالرياض ، لقد كانت الأمسية بمثابة مساحة حوارية مثمرة، تسلط الضوء على رمز من رموزنا الوطنية وتسلط الضوء و النقاش لمسيرة رجل دولة خدم وطنه في عهد سبعة ملوك .