تلقت سهير القلماوي عددًا من الجوائز، وهي: جائزة مجمع اللغة العربية، لموضوع رسالة الدكتوراه عن (ألف ليلة وليلة)، عام 1954
«كنت بكل ما فيّ أسعى لأن أكون طبيبة، كان تفوقي في العلوم والرياضة تفوقًا أثار إعجاب مدرساتي هو الذي برّد عندي هذا الاندفاع في أملي الأكبر، كنت أكاد أوقر أبي وكان أبي جراحًا من طراز فريد وكانت سعادتي في أن أناوله شيئًا في عيادته وأحس أني أعاونه طبيًا».
أستاذي طه حسين، سهير القلماوي، مجلة الهلال، ع2، 1966.
كان حلم السيدة سهير القلماوي (1911-1997 م) أن تكون طبيبة مثل والدها، لذلك تقدمت إلى الجامعة للالتحاق بكلية الطب؛ تقول: «أسبوع فاصل في حياتي ما زلت أذكر أحداثه وأستعيد الإحساسات التي مرت بي فيه فأحسها وكأن دوافعها وأسبابها ما زالت قائمة، كان ذلك الأسبوع في شهر سبتمبر عام 1939 وكنت قد قدمت أوراقي وعانيت كثيراً في جمعها وترتيبها وسلمتها لمسجل كلية العلوم في الجامعة المصرية «كمادّة كانت تسمى آنذاك» وكنت كلما سألت عما تم في شأنها يقال لي إن العميد الأستاذ «بانجهام» لم يعد بعد من إجازته ليفصل في أمرها.
وفي أوائل الأسبوع المشهود علمت بوصول عميد كلية العلوم الذي سيقبلني في السنة الأول أو الإعدادية لكلية الطب أولا يقبلني. كان بيده فيما كنت أتصور أن يفتح أمامي أبواب مستقبل أحلامه تداعبني.. ولكن الأستاذ الإنجليزي –سامحه الله- عاد وقرر عدم قبولي في الكلية... كل مجلس الجامعة كان يعطف على طلبك ولكن العميد الإنجليزي هدد بالاستقالة إذا قبلت طالبة في كلية الطب».
تقدمت بأورقها مرة ثانية وقبلت في قسم اللغة العربية. «حكى خالي قصتي إلى طه حسين فإذا هو يعرفها وإذا هو يقول: ماذا عليك، أنا أقبلك في كلية الآداب وفي قسم اللغة العربية وستجدين بغيتك من التشريح في شعر جرير والفرزدق.
وضحك ولم أفهم شيئًا». وبذلك أصبحت أول فتاة شابة ترتاد جامعة القاهرة وأول امرأة بين أربعين رجلاً تدرس الأدب العربي.
كانت سهير أول امرأة تحمل رخصة الصحافة.
وكانت أول من تحدث في الإذاعة.
وكانت لأربع سنوات هي الطالبة الوحيدة في قسم اللغة العربية، ثم تعينت معيدة في الكلية. وقد أتمّت رسالة الماجستير في 8 شهور، وبعدها انتقلت إلى باريس لدراسة الدكتوراه وعادت بعد عامين حين قامت الحرب.
وابتدأت مشوارها المهني كأول مُحاضرة في جامعة القاهرة عام 1936، وسرعان ما شقت طريقها لتصبح أستاذة جامعية، ولاحقًا رئيسة قسم اللغة العربية بين عامي 1958-1967 وكانت أول امرأة تقوم بذلك. كما عملت رئيسة الاتحاد النسوي المصري.
الاتحاد النسوي المصري
وفي عام 1959 أصبحت رئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية حيث أسست التعاون بين الاتحاد المصري والاتحاد العالمي للجامعات. وأصبحت لاحقًا رئيسة الهيئة المصرية العامة للسينما والمسرح والموسيقى عام 1967 ورئيسة مجتمع ثقافة الطفل عام 1968م.
خريجات الدفعة الأولى من طالبات الجامعة
أسهمت القلماوي في النضال لأجل حقوق المرأة ليس فقط عبر عملها الأدبي، ولكن أيضًا عبر مشاركتها في مؤتمرات المرأة العربية حيث نادت بمساواة الحقوق،عام 1960م كانت رئيسة المؤتمر الدولي للمرأة؛ وفي عام 1961 م أصبحت رئيسة أول اجتماع للفنون الشعبية،وهي من شكلت لجنة للإشراف على جامعة الفتيات الفلسطينيات للحديث عن اهتمامها بالقضية الفلسطينية وكان ذلك عام 1962م، بدأ عملها السياسي عندما دخلت مجال السياسة عضوة في البرلمان عام 1958م ومجددًا في 1979 م حتى 1984م.
كانت أيضًا رئيسة الإدارة التابعة للهيئة المصرية للنشر والتوزيع حيث عملت على توسيع نطاق القراء وتشجيع الكتاب الشباب والنهوض بصناعة الكتب.
وفي عام 1967م، أسّست أول معرض كتاب في الشرق الأوسط: معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وخلال سنوات عمرها الأخيرة، عملت كرئيسة الهيئة العامة للكتاب من 1967 إلى 1971 وكرئيسة هيئة الرقابة من 1982 إلى 1985م.
في بداية عام 1935م، نشرت مجموعة واسعة من الأعمال الأدبية تحتوي قصصًا قصيرة ودراسات نقدية ومجلات ثقافية وتراجم. من أهمها: أحاديث جدتي 1935م، أدب الخوارج 1945م، في النقد الأدبي 1955م. الشياطين تلهو 1964م. ثم غربت الشمس 1965م. المحاكاة في الأدب 1955م. العالم بين دفتي كتاب 1985م، ذكرى طه حسين 1974م.
كما ترجمت العديد من الكتب والقصص منها: قصص صينية لبيرل بك، عزيزتي اللويتا، رسالة أبون لأفلاطون، وأيضًا عشر مسرحيات لشكسبير وأكثر من 20 كتابًا في مشروع الألف كتاب.
من أبحاثها: المرأة عند الطهطاوي، أزمة الشعر. علاوة على ما سبق، كان لها السبق الأول في إنشاء مكتبة في صالة مسرح الأزبكية لبيع الكتب بنصف ثمنها، وأيضًا كانت الأولى في تقديم دراسة عن الأدب المصري المعاصر إلى التعليم ال جامعي. كما أعطت الفرصة أكثر من 60 أديبًا لتقديم مؤلفاتهم عندما قامت بإصدار سلاسل أدبية سُميت «مؤلفات جديدة»، ومن ناحية أخرى وضعت أسسًا للطرق الأكاديمية في تحليل الأدب والفن.
تلقت القلماوي عددًا من الجوائز، وهي: جائزة مجمع اللغة العربية، لموضوع رسالة الدكتوراه عن (ألف ليلة وليلة)، عام 1954. جائزة الدولة التقديرية في أدب الشباب، وكانت أول امرأة تحصل عليها عام 1955. جائزة الدولة التشجيعية لعام 1955م. جائزة الدولة التقديرية في الآداب، تشاركتها مع د. شوقي ضيف عام 1963م، جائزة ناصر المهداة من الاتحاد السوفياتي السابق عام 1976م، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1977م، ميدالية التقدير عام 1977م، وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1978م، وسام الإنجاز عام 1978م، جائزة الدولة التقديرية للآداب الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1987م ، إضافةً إلى ذلك، كرمها معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1993 للقيام برئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1955م، وكرمتها محافظة القاهرة في يوم المرأة.
الجامعة المصرية
تقول عن تجربة التدريس في الجامعة، بدأت التدريس وهي معيدة، أخذت مواعيد المحاضرات المتأخرة، كانت المرات الأولى لها مرعبة كان الطلاب يأتون للمحاضرة لمشاهدتها كأنها حيوان في السيرك، تبذل مجهودًا كبيرًا للسيطرة على المحاضرة، وبدأت المحاضرات تسير بالشكل الذي تتمناه بعد عدت مرات.
كان لها دورٌ مختلفٌ تصفه بالبسيط في الحياة العامة مع الطالبات من أجل التغيير لأنفسهن، تساعدهن على تغيير بعض المفاهيم الخاطئة. وترأست قسم اللغة العربية لعشر سنوات. خارج الحياة الجامعية انقسمت حياة القلماوي بين إدارة النشر والحياة السياسية. وقد تمخضت تجربتها في العمل الخاص بالكتب إلى فكرة معرض الكتاب، وهي من أعادت الصحوة لكتب الأطفال لإتاحة الكتب بسعر مناسب للأطفال.
** **
د. سارة محمد محمد إسماعيل قويسي - أستاذة في النقد الأدبي