«الثقافية» - علي بن سعد القحطاني:
يتناول الكتاب شخصيات قانونية أثرت الحياة الفكرية والأدبية والثقافية والاقتصادية والدبلوماسية والفنية في القرن العشرين والرسومات الداخلية للشخصيات: من رسم المؤلف المستشار القانوني منصور بن عمر الزغيبي، ومهتم بالثقافة والفنون، وكان في العصر القديم الكثير من الفلاسفة والعلماء والمفكرين والأدباء والفنانين، متعددي المواهب والتخصصات العلمية في الشرق والغرب. ومن أبرز هذه الشخصيات التاريخية أرسطو، وابن سينا، والفارابي، وابن رشد، وأبو حيان التوحيدي ودافنشي وغيرهم. فهؤلاء هم الذين أسسوا العصر الحديث من خلال نتاجهم العلمي والمعرفي الثري والمتنوع، وتركوا نتاجاً علمياً رصيناً يحيي العقول ويجددها. وكان مصطلح المثقف عند العرب -كما يقول المؤلف- قديماً يُطلق على الشخصية الموسوعية الثقافية الضليع، وفي العصر الحديث اختزل المصطلح، وأصبح مبتذلاً في معانيه، ويُطلق على قُراء الجرائد اليومية الباهتة في جودتها الثقافية والمعرفية. لقد تراجعت في القرن العشرين هذه المفاهيم، وحل مكانها فكرة التخصص، التي لم تأخذ حقها في الدراسة والفحص الكافي لآثارها، بسبب عوامل مختلفة من أبرزها عوامل اقتصادية، هناك شخصيات شهيرة قديماً وحديثاً في عالم العلوم والفنون، مثل أرسطو وجوته الذي كان يكتب الروايات، ويدرس علم البصريات، وعمل كل شيء يجد ذاته فيه وينجذب له. ودافنشي وبين فرانكلين يهتمان ويشتغلان في مجالات علمية وفنية مختلفة في زمن واحد، كما أشار الأستاذ منصور الزغيبي إلى إن متعددي المواهب والقدرات من الواجب نحوهم تكوين مجتمع يتمتع بقدر جيد من الحرية والاستقلالية؛ لما يحتاجون له من أجل إطلاق مواهبهم وإيجاد ذواتهم، وتعزيز شعور الولاء للبيئة، وخلاصة القول الذي يؤكد عليها كما جاء في كتابه: محاولة في هذا العمل تناول سير وتراجم أعلام درسوا القانون، ومارسوه، ودرَّسوه، وألَّفوا فيه، وأبدعوا في مجالات علمية أخرى، وأصبحوا أعلاماً في فنونهم، وهم متعددو المواهب في مجالات علمية مختلفة، فكان لهم إرث متنوع ومؤثر في القرن العشرين.