أنموذج سارة الخزيم الثقافي كسر ذهنية تقليدية في الصناعة الثقافية؛ لتبني ذهنية ثقافية جديدة بمدينة الخرج، لا تحضر كثيرا إلا في المدن الكبيرة التي اعتادت وجود هذه النماذج النسائية الثقافية.
تلك الذهنية الثقافية تتحرك وتتفاعل داخل المجتمع؛ لتصنع حيوية ثقافية؛ لاسيما لدى السيدات عبر تفاعله بالندوات والأمسيات التي ينظمها صالون سارة الخزيم وشراكاته مع مؤسسات أخرى داخل المجتمع. ذلك الأنموذج ليس بعيدا فيزيائيا عنهم؛ بل هو معهم ويحضر دائما؛ ليلمسوا تلك الذهنية وينهلوا منها مباشرة دون وسيط البعد المكاني أو الاجتماعي الذي قد يربك العملية التواصلية الثقافية؛ ليجذب ذلك الأنموذج الناجح محاولات أخرى ثقافية حتى وإن كانت صغيرة؛ لكنها تنمو مع مرور الأيام وتصنع الحراك الثقافي المستدام وهذا هو الأهم.
لم يكتف ذلك الأنموذج بالتواصل المحلي؛ بل امتد ليتصل مع الثقافة العربية ويكون على امتداد خارطة العالم العربي الثقافية ويتوج بالعلامة الفارقة: « موسوعة الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية عبر التاريخ»؛ بالإضافة إلى مؤلفاتها الأخرى التي نبعت من قلب وروح محافظة الخرج. لتضع بصمتها في ذاكرة المكتبة العربية.
سارة الخزيم روت ظمأ الثقافة؛ ليتفيأ كل راغب بالثقافة بظلال حراك ثقافي مستدام، سيمتد أثره لأجيال لاحقة.
الثقافة بناءات متجددة.
** **
- د. حمد الدريهم