الثقافية - كتب:
أصدرت دار جبرا للنشر والتوزيع الأردنية،عملاً جديداً للباحث سعيد بوخليط، تحت عنوان: غاستون باشلار: قراءات جديدة (العلم، الأدب، القصيدة).
مقاربة بحثية أخرى، ضمن سلسلة اهتمام سعيد بوخليط ، أساساً بالرافد الأدبي والنقدي لدى غاستون باشلار. تقول إحدى فقرات التقديم: «توطِّد هذه المقاربات لفكر غاستون باشلار، حلقة إضافية، ضمن مسار الإصدارات السابقة، التي خصَّصْتُها منذ سنوات لمنجز باعث رؤى النقد الأدبي الجديد وكذا الشعرية الحديثة، ثم قبل ذلك، ملهم مرتكزات إبستمولوجيا جديدة تستشرف بنيات، منظومات، مناهج، وأسس العقل العلمي المعاصر، حسب جدلية ذهنية خلاَّقة؛ تشتغل في الآن ذاته على علاقته بذاته ومختلف التطورات المعرفية والمنهجية التي تشهدها حقول أخرى. رغم ذلك، لا يزال الطريق طويلاً، الأوراش ملحَّة كثيراً، قدر تركيبها البنيوي، تداخلها النظري، تحاورها المفهومي اللا نهائي، مما يستدعي باستمرار، اجتهاداً ومثابرة، وتركيزاً متصوِّفاً، قصد سبر أغوار آليات التمرُّس على الإحاطة ببعض ذخائر باشلار صاحب مشروعي فلسفة النفي البنَّاءة و ظاهراتية الصورة الشعرية الملهمة».
تبلورت المعالم المهيكِلة لأبواب هذه الترجمة، حسب موضوعات تنوعت مباحثها، قدر تعدُّد المرجعيات الباشلارية، شَغَلت تقريباً 244 صفحة؛ من القطع الكبير، تناولت بتفصيل حيثيات العناوين العامة التالية:
*دراسات باشلارية عن دلالات اللحظة الشعرية والميتافيزيقية، ثم القصيدة عند آرثر رامبو، وستيفان مالارميه؛
*باشلار والنقد الأدبي؛
*باشلار والوعي النقدي؛
*باشلار عبر مختلف مسارات حياته الشخصية والعلمية؛
*باشلار والارتقاء الهوياتي، من موظَّف مؤقَّت مجال البريد والتلغراف في منطقة روميرمون بين سنتي 1903 و1905، يعمل لمدة ستين ساعة أسبوعياً، ثم الارتقاء معرفياً صوب وجهة أحد أكبر معلِّمي الإنسانية خلال القرن العشرين، لذلك حظي بلقب سقراط العصر الحديث.
*معجم باشلار؛
*مرتكزات الاتفاق والاختلاف بين مشروعي باشلار وكارل بوبر؛
*باشلار وكتابه الأخير «شظايا شعرية النار»، الصادر بعد وفاته، من طرف ابنته سوزان.
*أهمّ خلاصات الفكر الباشلاري.
جملة مقاربات، توخَّت تسليط مزيد من الضوء على باشلار فيلسوف العلم، وشاعر الأدب،الحالم بالكون والوجود على هدى جمالية الفيزياء، مثلما يستلهم ذلك بفضل براعة كيمياء لغة الشعراء. تضيف المقدمة: «»زاوجت مشاعر باشلار، بإنصاف لا يضاهى، بين عشق الرياضيات كأقصى حدود للعقلانية، ثم القصيدة، بناء على مبرِّر قويٍّ وتصور متكامل يتجلَّى في قدرة الإنسان على الحلم والتخيُّل.
بالتالي، مثلما أبان باشلار على أستاذية فيما يتعلق بدقائق العلوم الدقيقة، فقد كان بذات الكفاءة أستاذاً مميَّزاً للدرس الأدبي، عندما انصبت بشغف قراءاته الحالمة على متون جمالية لـ : رامبو، بودلير، إدغار آلان بو، هولدرلين، بلزاك، فلوبير، ريلكه، بول فاليري، تشارلز سوينبرن، سانت بوف، ديدرو، ألبير بيغان، هنري بوسكو، لوي غيوم، رونيه شار، فان غوغ، كافكا، فيكتور هيغو، جون هيبوليت، هنري ميشو، بلانشو، لوتريامون، نيتشه، أندريه بروتون…، صوب إرساء مقوِّمات اتجاه نقد أدبي جديد توزَّع بين تياري البنيوية و الموضوعاتية،من خلال تنظيرات قراءات حداثية التقى حولها أسماء لامعة مثل: «جورج بولي، رولان بارت، جون روسي، جيلبير دوران، جيرار جينيت، جون بيير ريشار، شارل مورون، جون ستاروبنسكي».