وحسبي من عنائي ما أطيقُ
فحسي مرهفٌ عذبٌ رقيقُ
وقلبي لا تشاغبه شجونٌ
وبحري لا يموت به الغريقُ
وبدري لا تخبؤه غيومٌ
ونجمي لا يفارقه البريقُ
ولم تُخفضْ جناحاتي بيوم
وطيري في السما حرٌّ طليقُ
على حرفي ورود معطِراتٌ
وفي الأغصان ينسابُ الرحيقُ
وفي حمرِ الفراش هناك حولي
دماءٌ لا تراق ولا تُريقُ
فما للحلمِ يغفو كل حينٍ
ووحدي لا أنامُ ولا أفيقُ
من الأحباب أسلو لا أبالي
أضيعُ وضاع من قبلي الطريقُ
فلا الأحزانُ نبرئها بدمعٍ
ولا الغصاتُ يبرئهن ريقُ
ولا الأنفاس أحبسها بصدرٍ
ويحكمها زفير أو شهيقُ
ولولا النارُ لا يجدي رصاصٌ
ولم يعُرفْ من الحجر العقيق
وأصعبُ ما ترى بالناس صدقا
فما عُرف العدوُّ ولا الصديقُ
إذا كلٌّ تخلّى عن فؤادي
فكيف يدومُ بالدنيا رفيقُ
هي الأيامُ تنبئُنا بصمتٍ
سيفرج حينها كربٌ وضيقُ
** **
د. ديم ناصر الأنصاري - أكاديمية و شاعرة