الثقافية - كتب:
يصدر قريباً عن الانتشار العربي الجزء الثاني من ثلاثية التغريبة النجدية (العقيلات) بعنوان فرعي (مرارة الهزيمة وحلاوة النصر) في 300 صفحة ابتدأت أحداث الجزء الثاني مما انتهى عنده الجزء الأول وهو امتداد لرحلات العقيلات وتغريبتهم باتجاهات مختلفة من الوطن العربي فمن القصيم إلى الكويت إلى العراق ومنه إلى الأردن وسوريا وفلسطن ومصر وتنقل صورة متخيلة من الواقع المر الذي تعرض له رجال عقيل وكيف استطاعوا في ظل التحولات التي كانت تعصف بالجزيرة العربية والشام والعراق آنذاك أي قبيل توحيد المملكة العربية السعودية وتعكس الرواية دورهم في رحلة التوحيد وخوضهم غمار الصراعات ومقاومة الاحتلال وقد سطروا بطولات مشهودة في المقاومة السورية للاحتلال الفرنسي وفي فلسطين الاحتلال الإنجليزي ثم كيف كانت تعاملاتهم التجارية وما تعرضوا له من ويلات استبداد مشايخ الصحراء وقبائلها ثم كيف عانى ذووهم من تقلبات الأوضاع في ظل غيابهم عنهم إلى أن استقرت أجزاء من الجزيرة العربية تحت ظل راية التوحيد، في هذه الملحمة السردية من وحي التاريخ أسقط المزيني الأسماء ذات الدلالات غير المباشرة على أبطال الرواية قد تتحدد ملامحها من السياق وهو بذلك يؤكد على أن الرواية ليست وثيقة تاريخية إنما هي واقع متخيل مما يماثلها من أحداث وشخصيات رسمها كلوحة أضاف عليها من خطوطه وألوانه السردية الخاصة، السؤال: هل فعلاً ما حدث لتكشف الرواية أن ما حدث كان أشد وأنكى فذاك الواقع لا تحكمه سوى لغة واحدة مركبة من الجوع والمرض والاستبداد والانتقام، في خضم هذه اللغة كان لرجال عقيل وسم خاص بهم يصفهم بالصدق والأمانة والصبر على الشدائد ولا أخص وقوفهم إلى جانب المؤسس الملك عبد العزيز الذي وصفة الرواية بما كان يعرف به سلطان العرب ليكون وسماً يعنيه وحده لا غير. والجدير بالذكر أن المزيني يعد من أوائل من اشتغلوا على ثلاثيات الرواية التاريخية النجدية استفتحها بثلاثيته ضرب الرمل وثلاثيته التغريبة النجدية، أما العقيلات كموضوع سردي فهو الأسبق المحرض الأول على تناولها من لدن عدد من الساردين الذين جاؤوا من بعده أو سيأتون لاحقا.