شهادتي في أبو يعرب مجروحة وليس من اختصاصي أن أكتب عنه لكن قلت لا يفوتني أن أدون بعض السطور المتواضعة في هذه المبادرة الجميلة التي قام بها النادي الأدبي في جدة وهي تكريم المحبوب محمد القشعمي كما عرفته منذ مايزيد عن 25سنة فهو يحمل قلبا واسعا مليء بالحب للناس وللثقافة والمثقفين وهذا الحب ممتد من المحيط إلى الخليج، فقد تعود على حمل كتاب أو جريدة كما يمتاز بذاكرة قوية ماشاء الله أذكر مرة كنا في معرض الكتاب في المغرب نحضر ندوة لا أتذكر عنوانها واختلفوا عن تاريخ معين وقال أحد المحاضرين إذا اختلفنا والقشعمي موجود اسألوه وفعلا حلّ الإختلاف وقال لهم التاريخ الصحيح!
صديق أصدقائه لا يتردد في أي طلب يطلب منه سواء أكان كتابًا أوجريدة قديمة أو مرجعًا او ما إلى ذلك، ودائما تجده في معارض الكتاب التي نحضرها خارج المملكة يحمل ورقة مكتوب عليها أسماء كتب وأسماء أصدقائه الذين أوصوه بها ويكون حريصا على شرائها قبل أن يشتري لنفسه فقد أطلق عليه أحد أصدقائه لقب دودة الكتب، أبو يعرب صلة وصل بين المثققين من مختلف بلدان الوطن العربي فقد قال له عبد العزيز المشري رحمه الله أبو الأمة!
كما أنه مد يده للعديد من كبار الكتاب الذين نسيهم الزمن وأعادهم إلى ساحة الثقافة ومنهم من رحل إلى دار البقاء، فأبو يعرب وفي وهو أيضا يستحق الوفاء فقد دفع بالعديد من الأشخاص إلى الكتابة وهو حريص على ذلك وكتب عن العديد ودون سيرهم الذاتية وكما أنه مهتم بتاريخ الصحافة في مختلف مناطق السعودية ودافع عن المرأة في المملكة وخارجها كما انه يدعم الشباب من داخل وخارج المملكة ويزودهم بالمراجع والأفكار التي تساعدهم، وكلما دخل مكان به مكتبة تجده يتصفح العناوين فالكتاب والجريدة يلفتان انتباهه دائما.
لقد تعرفت من خلاله على العديد من المثقفين والكتاب والرواد وكل من لهم اهتمام بذلك منهم من رحل مثل عبد الكريم الجهيمان وفهد العريفي وعبد العزيز المشري رحمهم الله وأمد في عمر الباقيين.
إن علاقات أبو يعرب لا تقتصر على المملكة كما سبق وأشرت فهي ممتدة عبر الوطن العربي فمؤخرا فقدنا الأستاذ إبراهيم عبد الرحمن المحامي الذي رافق القصيمي لنصف قرن من الزمن وقد كانت تربطه علاقة قوية مع أبي يعرب حيث لا يمكن أن نذهب إلى القاهرة دون أن يلتقي به وقد استطاع القشعمي أن يزود مكتبة الملك فهد الوطنية بمكتبة القصيمي إضافة إلى العديد من العناوين والمراجع النادرة.
أبو يعرب مثل الشمعة التي تحترق من أجل أن تنير للآخرين فهو مثل عين الماء التي لا تنضب دائما تعطي دون مقابل لا يحمل في قلبه كره لأحد ولاحقد على آخر، دمت زوجا وأبا وصديقا مثاليا وأسأل الله أن يمدك في عمرك ويوفقك.
** **
- عزيزة فتح الله