حتى لو جفت الأقلام وامتلأت الصحف لن أوفي مجهود أبي، كيف لا وهو الذي عاش طفولة صعبة في وقت صعب على العالم (الحرب العالمية الثانية)، ومع ذلك كافح من أجل حلمه، ولأن لكل مجتهد نصيباً، ومن جد وجد ومن زرع حصد؛ فإن أبي يجني ثمار كفاحه الذي طال لسنين، هو خير مثال للشخص المتواضع الذي لم يتغير قط في تعامله وشخصيته، رغم مكانته العالية وإنجازاته الثقافية التي هي جزء مهم من الثقافة السعودية، صداقاته تمتد عبر الوطن العربي، تنقُّله بين العديد الدول بحثاً عن الكتبِ والكُتَّاب؛ وبسبب عشقه للقراءةِ وإدمانه على الكتاب استطاع أن يصبح كاتباً ومؤرخاً للثقافة في المملكة، حريصاً على تعليم أولاده إلى جانب صداقته معهم.
أبي الذي بدأ رحلته الحافلة بالإنجازات من موظف في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (رعاية الشباب)، حيث تنقل بين المدن السعودية وهمه الوحيد خدمة الشباب والجيل الصاعد وقيادته إلى ما هو مفيد في المجال الثقافي للمملكة، إلى موظف بمكتبة الملك فهد الوطنية وكان يشغل بها منصب مسؤول عن الشؤون الثقافية، حيت أغناها بالعديد من الكتب والأعمال التي تخص الثقافة والمثقفين بصفة عامة، كما أنه قام بتسجيل التاريخ الشفوي للمملكة مع ما يزيد على 400 شخص من كتاب ومسؤولين، كما أنه اختص بالبحت عن تاريخ الصحافة في المملكة، ولا يفوتني أن أذكر بعض مؤلفاته التي تزيد على 55 كتاباً في مختلف المجالات الثقافية ومن بينها:
- بدايات، فصول من السيرة الذاتية.
- عبد الرحمن منيف في عيون مواطنيه.
- البدايات الصحفية في المنطقة الوسطى.
- ترحال الطائر النبيل.
- طه حسين في المملكة العربية السعودية.
- عشر سنوات مع القلم.
- صوت البحرين.
- أعلام في الظل.
- عابد خزندار مفكراً ومبدعاً وكاتباً.
- بدايات وما قيل عنه.
أبي لطالما كان ومازال وسيظل سندي وصديقي الوحيد وقدوتي، أطال الله في عمره وحفظه من كل سوء والسلام عليكم.
** **
- وديع بن محمد القشعمي