الزي الوطني هو زي يعبّر عن الهوية الوطنية لمنطقة جغرافية ما أو حقبة زمنية معينة، ويكون تعبيرًا عن انتماء من يرتدونه لهذه البقعة الجغرافية، كما يعبّر عن الهوية الوطنية للبلاد ومكانتها الإقليمية والدولية أمام شعوب دول العالم.
والزي الوطني السعودي يعتبر رمزًا ثقافيًا معبرًا عن الهوية الوطنية للمملكة العربية السعودية وأصالتها وتراثها العريق وإرثها الحضاري والثقافي الضارب في القدم. فهو ليس لباسًا تقليديًا فحسب؛ بل هو رمز عريق يعكس الهوية الوطنية والأصالة والإرث الحضاري والثقافي لهذه البلاد - حرسها الله. كما يعبّر عن تاريخها العريق وتراثها الراسخ وقيمها العربية والإسلامية الضاربة في جذور التاريخ، فهو ليس لباسًا تقليديًا فقط؛ بل هو فخر واعتزاز بأصالة هذه البلاد وهوية لأمجادها وتراثها العريق وعمقها الحضاري القديم وإرثها الثقافي الأصيل الذي يميزها عن كثير من البلاد الأخرى، زيٌّ من منبع هذه البلاد وتاريخها، لم يستعار من خارجها ولم يأتِ به مستعمر.
ويأتي توجيه سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بضرورة تعزيز انتماء الطلاب الوطني ليؤكد حرص القيادة على تعزيز هذا الانتماء في نفوس طلاب التعليم وتأصيل ارتباطهم بالهوية الوطنية الأصيلة، مما يساهم في تنمية هذا الاعتزاز لديهم والفخر والسمو به ومن خلاله.
ولا شك أن هذا التوجيه لهذه المرحلة العمرية له أهمية كبرى في تنشئتهم التنشئة الوطنية في الافتخار بهذا الزي الوطني المعبّر عن هذه البلاد، فهم في هذا العمر أدعى لغرس وتثبيت المبادئ والقيم العربية والإسلامية الأصيلة ورفع مستوى الوعي لديهم بأهمية الاعتزاز بالزي الوطني المعبّر عن جميع الأطر الثقافية والحضارية والتاريخية التي انغرست وتجذّرت في هذه البلاد منذ قدم التاريخ.
يهتم الكثيرون بارتداء اللباس الوطني السعودي في المناسبات الوطنية والاجتماعية المختلفة، وفي الحفلات العامة والاجتماعات الرسمية، والموظفون في مؤسساتهم وأعمالهم، وكذلك صروح التعليم المختلفة لا تقل أهمية عن تلك الأماكن والمناسبات، فهي صروح ومعاهد ومدارس وجامعات لتلقي العلم والمعارف وهذه أسمى المطالب إذ إن طالب العلم له كل التقدير والقداسة جزاءً بما يصنع، يقول رسولنا - صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله به طريقًا إلى الجنة)، ودور العلم ومجالسه المختلفة لها كل التقدير والاحترام والهيبة، ولا تقل عن المناسبات العامة والاجتماعية حاجة لارتداء طلاب العلم فيها للزي الوطني الذي يعبر عن أصالة هذه البلاد وقيمها العربية والإسلامية، لذلك أتى هذا التوجيه الكريم من رأس الهرم احتفاءً بالعلم وتكريمًا لطلابه وتقديرًا لسمو مبتغاهم.
هذا فضلًا عن احتياج هذه المراحل العمرية من عمر الفرد إلى التنشئة السليمة التي تفتخر بأصالتها وتنمّي حسها واعتزازها بهويتها وقيمها، فكل شيء يتلقاه الإنسان في صغره يبقى معه وينمو من علم وفكر وتوعية.
كما أننا بحاجة لكل ما يشدنا لهويتنا وأصالتنا وتقاليدنا وتراثنا وقيمنا التي نعتز بها، لما في ذلك من تأصيل لهذه المعاني والقيم في النفوس وفخر بتاريخ هذه البلاد وحضارتها وهو كذلك افتخار بقيمتها وفضلها على البشرية جمعاء؛ حيث إنها منبع الرسالة ومهبط الوحي، كما أنها جزيرة العرب الذين تحلّوا بصفاتهم الحميدة من الصدق والوفاء والمروءة والنخوة وإغاثة الملهوف وإجارة المستغيث ومساعدة الضعيف ومختلف الصفات الحميدة التي فاقوا بها شعوب العالم.
** **
د.ساير الشمري - دكتوراه في الأدب والنقد
- @Drsayer_