كان حُلمًا في لِقاءٍ لَمَحا
كاد لَكنْ قَدَرُ اللهِ مَحا
مُشرِقًا لاح بأفلاكِ الرَّجا
فسَعى ثُقبُ التَّمَنّي بالرَّحا
كانَ أدنى إنّما ما كُلُّ ما
يتَمَنّى المَرءُ يأتِيهِ ضُحَى
يا لحُضنَينِ بشَوقٍ دَنَوَا
والقَضا بَينَهُما ما سَمَحا
لَوَّحا بَدرَينِ ضاءَا فَرَحًا
وأبَى إمضاؤهُ إذْ لَوَّحا
يا غَدِيرًا بَينَ أفواهِ الفَلا
جِئتُهُ طِينًا فأبكَى القَدَحا
وبَساتِينَ هَوًى أدرَكتُها
لَكَأنَّ القَلبَ ما قَد صَدَحا
راسِمًا لَوحَةَ واحاتِ اللِّقا
باعِثًا أشدُو أهُزُّ الفَرَحا
وعُيُونًا ألهَمَتْنِي أنْ أرَى
بَعدَ ما بَعدِي وعَنّي أصْفَحا
ومُحَيًّا عاد بِي لَمّا بَدَا
لِزَمانٍ لَيسَ إلاّ مَرَحا
كُلُّ ما فِيهِ بَهِيٌّ إنَّما
غايَةُ الحُسنِ إذا الثَّغرُ استَحى
يا شَبابًا مَرَّ في حِسّي رُؤًى
لَم يَزَل يُلمِحُ حَتّى صَرَّحا
فاتَنِي فَوتَ جَمِيلٍ مَدَّ لِي
يَدَ وَعدٍ ثُمَّ حَدسِي جَرَحا
وسَبَى قَلبًا صَفِيًّا حُبُّهُ
ثُمَّ عَنهُ حِينَ ألقاهُ نَحَا
بَلَحًا كان فَلَمّا حَشَفَتْ
نَخلُ آمالي فَقَدتُ البَلَحا
وانتَهَى حُلمِي إلى شَطِّ النَّوَى
فجَنَى في الأُمنِياتِ الكَدَحا
لَم أنَلْ مِنها سِوى ما نالَهُ
نَفثُ مَحرُومٍ أذابَ المَسرَحا
هَل سيُمضِي بِتَلاقِينا القَضا
أم سنَمضِي والنَّوَى ما بَرِحا
** **
- أ. د. عبدالرحمن بن صالح الخميس