أسامة المسلم اسم برز مؤخراً على نحو واسع، وصنع له مجداً دون شليلية يتبادل معها الكتب كي تنشر له قراءات متناثرة من أجل أن يكثر المادحون، ويتوهم القارئون أن التميز يمر من هنا.
بل كان اعتماد المسلم على ذاته، وعلى الأسلوب «الفنتازي» الذي انتهجه، وراهن على القارئ في قبول كتبه، وعمل على ذلك بإخلاص، فتوالت رواياته وقصصه، وأثرى المكتبات العربية بهذا النوع من الفن الأدبي الذي يجمع بين الواقعية وكثير من الخيال وما وراء الطبيعة.
عرفت المسلم في أحد معارض الرياض للكتاب ربما في عام 2010م، عندما عرفني عليه مدير النشر، قائلاً: لدينا كاتب قادم، له أسلوب جديد في الكتابة! وكان أسامة جالساً يوقع أحد كتبه، وهو يبتسم لمن حوله، فقد كانت المرة الأولى التي يجلس فيها ليوقع، سلمت عليه وتبادلنا الأرقام، وكانت عيناه تخبران عن رؤية مستقبلية، وعن نظرة بعيدة المدى، لم يحضر معه زملاء عمل أو رفقاء قلم أو مجموعة أقارب، بل جلس بشخصه وقلمه وكتابه أمامه، ولم يكن يوقع إلا للقليل، ولم يكن يعلم أنه سيأتي يوم يتدافع الناس للحصول على هذا التوقيع.
لقد خط المسلم له أسلوباً في الكتابة، قد يُعجب بعضنا ولا يروق لآخرين، لكن المبيعات والقبول الجماهيري تؤكدان أن الكاتب متميز، وأنه ظاهرة في الأدب السعودي، وقلم لم يتكئ على مشهور، ولم يستند إلى زميل قلم، بل كتب واجتهد حتى وصل ومازال يكتب ويسعى إلى مزيد من التميز.
لم يكن نجاحه سريعاً كما يبحث عنه بعض كتابنا، بل كان حصيلة تراكمات من الإصدارات والصبر والكتابة والاختيار، وقبل هذا الإبداع، فصار رمزاً ونجماً لقلم تمرد على عباءة الكبار والنخبوية والشللية والأصحاب، وفئة ساعدني أساعدك، بل كان غنياً عن ذلك كله.
لكن هناك همسة يجب أن تصل إلى أذني أسامة، إذ عليه أن يستثمر هذا النجاح، بالبحث عن ناشر أجنبي، ينثر إبداعاته عالمياً، وعدم الاقتصار على الوطن العربي، فنجاح كتاب واحد خارجياً يغني عن نجاح ما شئت من عدد الكتب عربياً.
إن أسامة يذكرني بالكاتبة الإنجليزية كي جي رولينج، التي استطاعت أن تخرج لنا أسطورة أدبية، هي هاري بوتر، وأصدرت منها سبعة أجزاء، وتتحول فيما بعد إلى أعمال سينمائية، حصدت ملايين الدولارات، في ظاهرة أدبية وفنية تستحق الإعجاب.
** **
- عبد الله بن ناصر الداود