يبتهج الشعبُ السعوديُّ هذهِ الأيام بالذكرى العاشرة لمُبايعة خادم الحرمين الشريفين ملكاً للمملكة العربية السعودية؛ فأدام الله على الملك سلمان بن عبد العزيز موفور الصحة ودوام العز.
وهي مناسبة سعيدة، ويوم من أيام الوطن المَجيدة، نستذكر فيهِ نعمةَ الله علينا وعلى بِلادنا بالنعم الكثيرةِ،
ومن أولها ما حباه الله إيانا من وجود المقدسات، ورعايتها من قبل قادتنا وولاة أمرنا - أيَّدهم الله.
كانت تلك السنوات العشر الماضيات مزدانة بالرؤية الثاقبةِ التي مهندسها سمو ولي العهد، وقد شهد القاصي والداني التحوّل والتطور وتنوّع الاقتصاد، بل الإشادة بالمملكة العربية السعودية في المحافل الدولية.
والمتحدثُ - معشر القراء- عن ما يختلج في الصدور من مشاعر فيَّاضةٍ تجاه الوطن وتجاه مناسبة البيعة العاشرةِ لهو كمن يخوض بحراً لا ساحل لهُ، ويُصاب بالحيرة في أيّ شيءٍ يتحدث؟ ومن أين يبدأُ؟ وأيّ شيءٍ يقدمُ؟
لكني آثرت أن أذكر في ذكرى البيعة بيد من أيادي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على الوطن والمواطن والعلم والتعليم.
والداعي إلى التذكير أنه ربما غاب عن النشء الجديد بعض الأحداث والمواقف التي سبقته بعقود من الزمن.
ومن تلك المواقف المشهورة والأيادي الكريمة ما فعله صاحب الجود والسَّخاء والكَرَم والعطاء الملك سلمان حينَ أُريد تأسيسُ جامعةٍ بالرياض، عرفت فيما بعد بجامعة الملك سعود.
عَلِمَ الملك سلمان - الأمير آنذاك- بهذا الخبَر، وبحاجة الجامعة إلى أرضٍ، فما كان منه إلا أن وَهَبَ الجامعة ستة ملايين متر من مساييله بطريق الدرعية، هبةً وعطاءً لا يريد منه جَزاءً ولا شُكوراً.
وهذه المساحة الشاسعة التي اقتطعها من أملاكه الخاصَّة كانت هي جامعة الملك سعود بموقعها الحالي إضافة إلى أضلاع تبرعَ بها جلالة الملك خالد بن عبد العزيز-رحمة الله-، والأميرة سارة بنت عبد الله الفيصل-رحمها الله-.
وما إعطاء الملك سلمان ملايينَ الأمتار هذهِ إلا شغف منه بالعلم، وإكرام لأهله، وسخاء نَفسٍ سَخيةٍ دائماً.
هذه المحبة التي ظهرت آثارها من الملك سلمان للوطن وللمواطنين هي محبة متبادلة بينه وبين المواطنين، بل إن محبي الإنسانية من العرب والمسلمين والبشرية ممن يعرف الملك سلمان ليروا بأعينهم أفعال البر والخير التي تجعلهم محبين لهذا الملك الصالح العادل -حفظه الله من كل سوء ومكروه.
وختاماً، تلكم كانت عجالة في التأريخ الوطني، أنشرها تذكيراً وعداً لنعمة من نعم الله علينا في هذه البلاد.
اقرأ التاريخَ إذ فيه العِبَر
ضَل قوم ليس يدرُون الخَبَر
والله أسال لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ولسمو ولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان دوامَ العافية والتأييد والرعاية.
** **
أ.د.راشد بن سعد القحطاني - أستاذ المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود _ سابقاً - عضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية