بدعوة كريمة من الأستاذ الدكتور سليمان بن صالح الذييب (عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم) قامت كوكبة من وكلاء وزارة التربية والتعليم وعمداء وأعضاء هيئة التدريس بكليات المعلمين سابقًا في اجتماعهم السابع بزيارة إلى منطقة القصيم خلال الفترة من (7-8 /8 /9 /1446 هـ)، الموافق ميلاديًا (6-8/ 2/ 2025م).
وقد استقبل الوفد في الفندق كل من الدكتور سليمان الذييب، والدكتور عبدالعزيز الربيش، وعدد من أبناء منطقة القصيم الأوفياء، ونال الوفد منهم حفاوة وتكريمًا واستقبالاً حارًّا.
إنّ منطقة القصيم تعد منطقة غنية بالموارد الطبيعية المناسبة واللازمة لنجاح الزراعة، وتعد سلة الغذاء بالمملكة، وتشتهر بزراعة النخيل الذي تمره مرغوب فيه على مستوى المملكة والخليج.
ومما أسعد الوفد أن الزيارة كانت حافلة بعدد من الزيارات والفعاليات التي يأتي في أولها زيارة جامعة القصيم التي هي إحدى جامعات السعودية المرموقة المنشأة في عام 1425 هـ (2004م).
والجامعة تقدّم برامج متعددة من درجة البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه في شتى أنواع العلوم المختلفة، وقد زار الوفد المدينة الطبية بالجامعة، التي تضم كليات الطب، وطب الأسنان والصيدلة، والعلوم الطبية، ومستشفى الجامعة، وقد تجوّل الوفد في مستشفى الجامعة المشيّد على أحدث طراز، واستمع لشرح بعض منسوبي كلية الطب عن أهم العمليات التي تجرى في المستشفى.
كما شملت الجولة بعض العيادات التي تُجْرَى فيها العمليات الطبية والتطبيقية، وقد أشاد الوفد بالمدينة الطبية المتميزة في المجال العلمي والتقني في الطب، ثم زار الوفد مكتبة الجامعة، التي تحتوي على مراجع عربية وأجنبية في شتى العلوم المختلفة، وقد أهدى بعض هيئة التدريس بكليات المعلمين بعض مؤلفاتهم للمكتبة، وقدّم لهم أمين المكتبة الشكر على هذا الإهداء.
وثاني زيارات الوفد كانت لبرج مياه بريدة الذي يقع في شمالها، والذي شيّد عام هـ. ويعد هذا البرج أحد معالم مدينة بريدة البارزة، ويتيح ارتفاعه إطلالة جميلة لمشاهدة معالم مدينة بريدة، ومزارع النخيل والبساتين المحيطة بها، وقد صمم بتصميم هندسي دقيق يشبه الكرة الأرضية، وفي نهاية الزيارة احتفل منسوبو البرج بالوفد، وقدّموا له القهوة والشاي.
وثالث زيارات الوفد كانت لمهرجان (الكليجا)، الذي يُقام سنويًا في القصيم، وقد تجوّل الوفد في المهرجان، الذي كان مكتظًا بالزائرين، ومعروضًا فيه أنواع (الكليجا)، التي تشتهر بها المنطقة بأنواعها المختلفة، وبعض الأكلات الشعبية التي تشتهر بها كذلك، ثم انتقل الوفد بعدها إلى إحدى المخيمات الجميلة في بريدة؛ لتناول طعام العشاء.
ورابع زيارات الوفد كانت لعيون الجواء، التي تبعد حوالي خمسة وأربعين كيلو مترًا عن بريدة ، وقد استقبل الوفد الأستاذ الدكتور عبدالله العمير، المتخصص في علم التاريخ والآثار، وشرح للوفد المواقع الأثرية، التي تشتهر بها عيون الجواء، وخاصة قصة عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة الشهيرة في التاريخ قبل الإسلام. كما شملت الزيارة متحف الدكتورعبدالله، الذي يضم آثارًا وأدواتٍ قديمة كانت معروفة بالقصيم منذ القدم، وقد خصص أحد أركان المتحف لمخطوطات القرآن الكريم من بعض البلدان الإسلامية، كما خصص أبرز جهود المملكة في طباعة المصحف الشريف، الذي يقوم بطباعته مركز الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بسبع وسبعين لغة، ويوزّعه داخليًا وخارجيًا.
وخامس زيارات الوفد كانت للقرية التراثية في عيون الجواء، التي هي إحدى المواقع الأثرية في منطقة القصيم، وتقع في الشمال الغربي للمنطقة، وتتضمن العديد من المعالم التراثية العريقة، التي تعود الى تلك الحقبة الزمنية القديمة، وتعد نموذجًا في التخطيط العمراني وفق العمارة السائدة في ماضي القصيم، حيث تتشابك منازل البلدة، وتشكل حيًّا سكنيًا تتداخل فيه الأزقة الضيقة المتعرجة، كما يوجد في هذه القرية جامعًا ومدرسةً وسوقًا يتوافر فيه دكاكين وآبار، ويحيط به سور من جميع الجهات.
وسادس زيارات الوفد كانت لجامع ومركز الملك فهد الثقافي والاجتماعي في عيون الجواء، الذي يعد أحد المعالم البارزة في منطقة القصيم، ومنارةً معمارية في سماء القصيم، وهو من أحدث الجوامع وأميزها بتصميمه الهندسي الفريد، وتبلغ مساحته حوالي ستين ألف مربع، ويتسع لأحد عشر ألف مصلٍ. كما يحتوي على سلالم كهربائية، ومواقف تتسع لسبع مئة سيارة، ومكاتب إدارية، ونوادٍ رياضية ومحلات تجارية. وقد أدّى الوفد صلاة الجمعة في هذا الجامع، ثم تناول الغداء بدعوة كريمة من الدكتور عبدالرحمن الحميد في مزرعته الخاصة.
وسابع زيارات الوفد كانت لبرج الشنانة المعلم الأثري، الذي يقع في الشنانة في محافظة الرس، المشيد في أصح الروايات عام 1232هـ، وهو جزء من قلعة الشنانة، ويبلغ ارتفاعه حوالي سبع وعشرين مترًا، ويأخذ البرج الشكل المخروطي وقاعدته مستديرة الشكل ومحيطه واحد وعشرون مترًا، ويبقى هذا البرج شامخًا يروي تاريخًا مجيدًا لأهالي الرس، ومن أشهر المعارك التي وقعت بالقرب منه معركة الشنانة التي وقعت في الثامن عشر من شهر رجب 1322هـ، التي انتصر فيها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أثناء توحيد المملكة.
ثم قام الوفد بزيارة المسجد الصخري الطيني، الذي يعد أحد المعالم التراثية في محافظة الرس، وبعد ذلك زار الوفد قلعة الجدعية، التي تحتوي على متحفٍ رائعٍ وكبير، ويوجد فيه عدد من الآثار والأدوات القديمة المستخدمة في العصر الماضي، ويحتوي على أماكن الاستقبال والغرف، التي شيّدت على الطراز القديم المنتشر في المنطقة.
وفي نهاية زيارة محافظة الرس أقام كل من الدكاترة عبدالرحمن الغفيلي، وعبدالعزيز الخليفة، وعبدالله الخلف، وخليفة المسعود، وناصر الحمود مأدبة عشاء؛ تكريمًا للوفد، وقد قوبل الوفد بالحفاوة والاستقبال، وكرم الضيافة.
وفي بداية الحفل أَوْرَدَ الدكتور خليفة المسعود نبذة مختصرة عن محافظة الرس منذ القدم وما تشتهر به ولماذا سميت بهذا الاسم. وفي ختام الحفل قدّم الوفد للإخوة الدكاترة الكرام الشكر والتقدير على حسن استقبالهم، وكرم ضيافتهم وترتيبهم وتنظيمهم.
وثامن زيارات الوفد كانت لمتحف العقيلات التاريخي، الواقع في مدينة بريدة، وقد استقبل الوفد الأستاذ عبداللطيف الوهيبي. وهذا المتحف يحتوي على الجوانب التي طرقها العقيلات في جميع رحلاتهم ومنها التجارة، والسياسة، والثقافة، والأدب والعلم، ويحتوي أيضًا على معلومات، ووثائق، وصور، ومجسمات عن رحلات العقيلات، وأصبح المتحف معلمًا من معالم منطقة القصيم، ومقصدًا للزوار من داخل المملكة وخارجها.
وأخيرًا قام الوفد في تاسع زياراته بزيارة مركز سلام للبيطرة، واستقبل الوفد المهندس صالح التويجري، وذكر أن هذا أول مشروع أبحاث، وعلاج بيطري من نوعه في المملكة، والأكبر في العالم، وهو مستشفى متخصص في علاجات وأبحاث الإبل، وأسس عام 2020 ميلاديًا، حيث يقوم بتقديم الرعاية الصحية الفائقة للإبل والمحافظة على سلالتها النادرة عبر تقنية زراعة الأجنة، وفحوصات الحمض النووي، وفي نهاية الجولة أقام المركز حفلة غداء؛ تكريمًا للوفد، ومع انتهاء الزيارة أهدى الدكتور حمد السحيباني هدية قيمة لأعضاء الوفد الزائر، كما قدّم الوفد الشكر والتقدير للأخوين الكريمين الدكتور سليمان الذييب، وعبدالعزيز الربيش على حفاوتهم وكرمهم، وملازمتهم للوفد طوال الرحلة.
وفي منتهى الجولة السعيدة والشيّقة أعرب الجميع عن شكرهم الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، ولمعالي مدير جامعة القصيم على ما لقيه الجميع من حفاوة وكرم ضيافة، وحسن استقبال في المرافق التي تمت زيارتها في المنطقة.
** **
- د.زيد بن علي الدريهم