الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
قدَّم المخرج والكاتب المسرحي رجا العتيبي لـ«الجزيرة الثقافية» قراءة نقدية تناول فيها طبيعة الدراما الرمضانية، مشيرًا إلى التحديات التي تواجهها في تحقيق التوازن بين نقل الواقع والتعبير الفني. وطرح تساؤلات حول مدى قدرة الأعمال الدرامية على تجاوز كونها مجرد انعكاس مباشر للأحداث نحو تقديم رؤية إبداعية تتفاعل مع المتلقي على مستوى أعمق.
واستشهد رجا العتيبي بمقال د. معجب الزهراني نُشر عام 2006م، حيث أكّد أن الفن ليس مجرد إعادة إنتاج للواقع، بل عملية إبداعية تعيد صياغته بأسلوب يُمكّن المشاهد من اكتشاف أبعاد جديدة للأحداث الدرامية.
وفي السياق ذاته، أشار إلى رأي الناقد والمؤرِّخ الفرنسي جان ميتري، الذي يرى أن الاكتفاء بنقل التفاصيل الواقعية في الفن قد يُفقده جاذبيته، إذ يجب أن يتجاوز العمل الفني حدود التوثيق ليقدم رؤية جمالية وفكرية تفتح أفق التأويل أمام المشاهد.
وأكّد الزهراني هذا الطرح بقوله: «المسافة بين الفن واللا فن هي تحديدًا المسافة بين الخبر الواقعي المباشر الفج، والخبر الروائي المعاد صوغه، وتشكيله وإخراجه في مختبر المخيلة قبل أن يُقدَّم للمتلقي».
من هذا المنطلق، أوضح رجا العتيبي لـ«الثقافية» أن الإبداع الفني لا يقتصر على عكس الواقع، بل يتجاوزه إلى تقديم تجربة تُثري المشاهد فكريًا وبصريًا. ولفت إلى أن دور الفنان لا يتمثَّل في محاكاة الحياة فقط، بل في إعادة تشكيلها برؤية جديدة تحفّز المشاهد على استكشاف زوايا أكثر عمقًا في ذاته ومجتمعه.
وفي ختام قراءته، طرح المخرج رجا العتيبي تساؤلات جوهرية حول الأعمال الدرامية اليوم:
• هل نجحت هذه الأعمال في تحقيق التوازن بين محاكاة الواقع والإبداع الفني؟
• وهل تسهم في تعزيز التجربة الجمالية والفكرية لدى المشاهد، أم أنها أصبحت مجرد انعكاس مباشر للواقع دون إضافة فنية حقيقية؟