هاتِ من أرضِكَ قيثارًا
وغنِّ
واملأِ الروحَ التي ضاقتْ
بويلاتِ التّمني
رنّمِ العودَ
بلحنٍ حضرميٍ الجرسِ
يدعو للتثني
طفْ معي ليلًا غويًا
أسقِنيْ فيه رُضابًا
وأعِنّْي
أيُها المولودُ
في تاريخِ يوميْ
لا تَخُنِي
ليَ أزمانٌ
أباعُ الوهمَ فيها
رُغمَ فَني
ليَ إحساسٌ
طواه اليتمُ
ما أدراكَ عني
كنتُ
ما زلتُ
أظنُّ الأمرَ
أعقدَ مني
فأقِلْني
وأقمْ حوليْ ثلاثًا
وامتحْني
يا بنَ ظنيْ
غلبَ الجدبُ على خطوي
وسارَ الموتُ في لحني
وإنّي
لا أريدُ العمرَ صبرًا
في متاهاتِ التّمني
خَلْفَ هذا البؤسِ
وردٌ
وعطورٌ تنتظرني
خَلْفَ هذا الشُحِ
خصبٌ
وامتلاءٌ بيَ مني
فأعِرْنيْ منكَ
ما يحتاجُهُ في الحالِ
سِنيْ
وخذْ الحظَ الذي
أرّقَ ماضيَّ
وظني
يا أنا عودي أنايَ
واطمئني
نحنُ لا نفنى من الهجرِ
ولكنّا نغني
إن جرعْنا الصدَّ يومًا
وتألمْنا بمنِّ
فغدًا تشرقُ شمسٌ
وغدًا للوصلِ
نجني
هاتِ من أرضِكَ مِعراجًا
وزرني
فأنا رهنُ البداياتِ
بحُسني
شابَ مني الأمسُ
والشكوى طوتْني
بيدَ أنّي
صحتُ بالريحانِ
خذني
أيها السائرُ في ظليْ
وظليْ لم يخنّي
ألقِ ما في الأمسِ
من يُتمٍ
وغنِّ
وخذِ القيثارَ من نبضي
وراقصْنِي
بفنِ
أنا لا أُنسى مع هجرٍ
وفي رَحْلِي
أغنّي
** **
- عبدالرحمن سابي
TOP