كثير من الكتاب من يتردد ويراقب ردود الفعل حول ما يكتب، فيتلف التردد طرحه، ويشتت أفكاره ويذهب وهج ما يكتب، وتلك فكرة كثيراً ما أقع فيها. فالفكرة تخطر بالذهن فجأة وكثيراً ما يذهب بريقه ومضمونه عندما يتردد الكاتب ويُخضع الخاطرة للتقويم الذي يجريه على طرحه بعد تجاوز زمن الباعث على ظهور الفكرة.
ولكن الذين يعرفون أبا يعرب ويدركون مدى فهمه يبرئونه من نزعات الإثارة، فهو الصديق الصدوق الذي عشق الكتابة عندما نضج فكره، وتجاوز مراحل التهور، مرتاداً مجال الكتابة الأدبية الذي برع فيه من سيرة ذاتية، ومعرفة تاريخية. وبخاصة ما يتصل بمعرفة الرجال التي أثراها بما يبدع من تعريف بها تعريفا يعجز عنه كثير من الكتاب. وليس ذلك بغريب على أبي يعرب الذي رهن نفسه للقراءة وقلمه للكتابة، فخاض كل مجالاتها. ولقد كانت هذه المكانة الرفيعة التي اكتسبها وآتت أكلها إبداعا في فنون الأدب إنما كانت نتاج مسيرة في ميادين الثقافة وحقولها في رعاية الشباب التي لم تبلغ مداها حتى اليوم مؤسسة ثقافية أخرى حينما كانت رعاية الشباب في عهد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد رحمه الله مسؤولا عنها، فعز عليه ألا تكون هناك وزارة للثقافة فتولى مسؤولياتها إضافة إلى مسؤوليات رعاية الشباب والرياضة وكان القشعمي من أولئك الذين أثروا هذا المجال وبرز فيه. وأبدع أيضا حينما تولى الجانب الثقافي في مكتبة الملك فهد الوطنية، وبخاصة في مجال التأريخ الشفهي.
أبو يعرب مكون ثقافي منذ شبابه وله مشـروعات ثقافية كان المحرض لها والداعي لظهورها، وبها استحق التكريم والتقدير بكونه جنديا غير مجهول في عالم الثقافة. وتميز بعدم حرصه على الظهور الذي عُرف به من برزوا بمن ورائهم من العاملين تحت إداراتهم.
وإننا مدينون لنادي جدة الأدبي في تكريم الأخ القشعمي وريادة النادي في كثير من المجالات الأدبية والثقافية الرائدة.
** **
- عبدالرحيم مطلق الأحمدي