الثقافية - كتب:
يدرس كتاب: «موضوع النص في أعمال د. غازي القصيبي دراسة نصية»، للباحثة: د. نجوى بن محمد الكحلوت، موضوع النص لدى الاستثناء غازي القصيبي رحمه الله، وذلك عبر عدد من الوحدات البحثية في الكتاب، تقول المؤلفة: «يعد النص وحدة كبرى شاملة تتكون من أجزاء مختلفة تقع على مستوى أفقي الدلالة من الناحية النحوية، وعلى مستوى عمودي من الناحية الدلالية، ومعنى ذلك أن النص وحدة كبرى لا تتضمنها وحدة أكبر منها، وتبحث اللسانيات النصية في المضمون بحد ذاته، فالنص ناتج عن استخدام اللغوية المحددة وفق قواعد محددة، فهو إبداع لغوي يستدعي واقعا معينا، أو وجهة نظر فعلية تدرك على أنها أبنية للمعنى، وتتميز اللسانيات النصية عن العلوم الأخرى التي تعنى بالنصوص كونها تهتم بالمضمون لأنه نتيجة لقواعد دلالية وتداولية تم توظيفها في الخطاب، كما يركز على الظروف التي أدت إلى إبداع تراكيبها وتأثيراتها، كما يرجع مصطلح علم النص إلى التعامل مع بنية كبرى مكونة من أبينة صغرى لها وظيفة جوهرية في التفسير، حيث يُعنى بدراسة النصوص وأبنيتها ووظائفها بنفس المعايير العلمية، وتشترك الأبنية العليا والأبنية الدلالية الكبرى للنصوص في خاصية مميزة تتجسد في اتحادهما بالنظر إلى النص كله.
ويتركز عمل محلل النص أساسًا مهما اختلفت أشكاله وأنواعه ومميزاته، على وصف العلاقات الداخلية والخارجية للأبنية النصية بمستوياتها المختلفة، وشرح أشكال التواصل واستخدام اللغة، فعلم النص يجمع بين أنواع النصوص وأنماطها في السياقات المختلفة.
موضوع النص في أعمال غازي القصيبي
من الإجراءات النظرية والوصفية والتطبيقية التي تتسم بطابع علمي محدد، ولهذا يجب الربط بين انتشار علم النص وذيوع التحليلات النصية في مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية الحديثة، وبروز مناهج متعددة فيها، أهمها التحليل المضموني الذي يصف النص بطريقة تخصصية.
وفي إطار الدراسات النصية يقدم هذا البحث المعنون له بـ «موضوع النص في أعمال غازي القصيبي دراسة نصية دراسة تطبيقية لمفهوم موضوع النص وأثره على فهم النص وبنائه وتوسعه وتلقيه، من خلال الوقوف على المدونة موضوع الدراسة «أعمال غازي القصيبي».
يوصف موضوع النص بأنه: الفكرة الأساسية أو الرئيسة في النص التي تتضمن معلومة المحتوى الهامة المحددة للبناء في كامل النص بشكل مركز ومجرد، ويعد الموضوع الطريقة التي يستسيغها حدسنا اللغوي وتمكننا من وصف المبدأ الجامع الذي يجعل من مقطع خطابي «ما» حديثنا «عن شيء ما ومن المقطع الموالي حديثنا «عن» شيء آخر، فالموضوع هو ما يدعو المتكلم إلى قول شيء «ما» في مقام خطابي معين، وعليه تتيح فكرة دراسة موضوع النص فهم ما يحكم بنية النصوص والغرض منها، وعلاقتها بالعنوان والعتبات وأركان النص وصياغتها وموقف متلقيها.
يشكل موضوع النص نواته التي تظهر في جُل مكوناته الظاهرة كالعنوان وتتالي الجمل وأنواعها والتكرار، وتظهر في الزمان والمكان وفي الإحالات قريبها وبعيدها وفي الأفعال الكلامية وفي جميع أجزاء النص المقروءة، وغير الظاهرة كالخلفيات المرجعية وأبعاد المضمون وتنوع موضوع النص في أعمال غازي القصيبي الشخصيات التي تؤثر جميعها في النص.
ويرتبط موضوع النص مع توسع النص بالنص مباشرة الأمر الذي يفسره مبدأ التلقي، وعليه توضع في الاعتبار بوجه عام علاقات شديدة التعقيد، متعددة الطبقات (للنواة) الموضوعية انطلاقا من البنية السطحية للنص، عمليات يوسع من خلالها القول المركب في النواة وتنقسم عناصره إلى موضوعات فرعية ووحدات نصية ومجالات اتصالية، ففي النواة الموضوعية تكثف مضامين الموضوعات وأحاديث النص وعن طريقها يتأتى الوقوف على حدود الموضوعات وهي المظاهر الشكلية التي تتسم بها بنية الموضوع في الخطاب، وعن طريقها يُمكن وصف ما ندرك أنه انتقال في الموضوع، وبناء على وصف علامات الانتقال الموضوعي يصبح بالإمكان إصدار الأحكام اللسانية مقابل الأحكام الأدبية، فعلى سبيل المثال على الكاتب الذي يكتب نصا من الخطاب السردي (القصصي) أن يقدم بعض العلامات الدالة على تغير الزمان والمكان، وأن يضع مؤشرات دالة تبرز التحولات التي تتخذها وجهة نقاشه طريقا للموضوع.
والموضوع النص أهمية كبرى في عملية إنتاج النص وتلقيه، فالمتكلم ينطلق عند تشكيل النص من موضوع يكون قاعدة لبرمجة النصوص بمعنى توسع موضوع النص وعند عملية تلقي النص لدى السامع يتشكل موضوع النص مرة أخرى نتيجة عملية الفهم، لأن سامع النص لا يفهم فعلاً إلا عندما يفهم بشكل كامل، وعليه فإن موضوع النص يفيد في فهم النص ودراسة مكوناته البنائية الأفقية والعمودية التي تشكل البناء الهرمي للنص.
ويقوم العمل في هذا البحث على دراسة موضوع النص مفهومه، وظائفه، ومكونات إطاره في نصوص مختارة من أعمال القصيبي كاشفة عن هرمية النص والعوامل المؤثرة في موضوع النص الذي يحكم بنيته، ويتأتى ذلك بمساعدة إجراءات معينة مثل: الرصيد الافتراضي المسبق مع الاعتماد على المعلومة الأساسية، وعلاقة موضوع النص بكل من العنوان والبنى الكبرى والصغرى ودور المتلقي في الفهم والتأويل، كما سيبحث في النماذج الوظيفية التي تكشف عن مدى تداخل بنية النص الذي تحكمه موضوعات متعددة في إطار واحد، وعن طريقه نتوصل إلى علاقة تسلسل الموضوعات بالقصدية، وبدراسة هذه العلاقة يستطيع البحث التمييز بينه وبين الجانب العفوي أو الارتجالي الذي قد يظهر غالبًا في العاطفة الشعرية الكامنة وراء تحرير القصائد وفق الأحداث الاجتماعية أو السياسية أو الشخصية كما سنرى ذلك من خلال دراسة العينة.
وستعمد الدراسة إلى تنويع المدونة، فتشمل نتاجا مختلفًا من أعمال القصيبي لتكشف عن أبعاد الموضوع النصي ومدى اختلاف كنه الموضوع من فن أدبي إلى آخر، وستكون كالآتي:
الشعر ويُدرس فيه: ديوان أنت الرياض ديوان مرثية فارس سابق، ديوان حديقة العروب).
* الرواية وتتناول: (رواية) الأسطورة، رواية سلمى رواية رجل جاء وذهب).
تكثيف النص باتجاه معاكس بنقل كامل النص من جانب السامع إلى موضوع النص.
ارتباط موضوع النص بدراسات لغوية مختلفة كالتداولية ومرتبطاً بعلوم أخرى كعلم النفس وعلم الاجتماع.
وقد جعلت أعمال القصيبي مدونة لي لدراسة موضوع النص، وذلك لأمور كثيرة أجملها في النقاط الآتية:
* تعدد الفنون الكتابية عند القصيبي بين الشعر والرواية والمقال والقصة والأقصوصة.
شمولية موضوعاته وتنوع مضامين نتاجه فمنها: الوطنية والاقتصادية والإدارية والإنسانية والاجتماعية والعاطفية والأسرية والسياسية والفكرية والقومية، والتنموية.
* لم تحظ أعمال القصيبي - في حدود اطلاعي البحثي - بدراسة نصية متخصصة موجهة إلى استعمال مفهوم موضوع النص.
ويواجه البحث مشكلة تعدد الأجناس الأدبية في المدونة فقد جعلت مفهوم النص عند الكاتب ذا أبعاد ووظائف نصية تحتاج إلى بحث ودراسة
بفحص العلاقة بين المتكلم والخطاب في مقام استعمالي خاص، ومن هنا تشكلت مشكلة البحث، وظهرت ثمة حاجة إلى الكشف عن النص سيهدف البحث إلى حل هذه المشكلة عن طريق جملة من الأهداف التي وأبعاده الحقيقية عن طريق مفهوم موضوع النص دراسة وتطبيقا؛ ولذا يسعى البحث إلى تحقيقها، وهي:
- موضوع النص في أعمال غازي القصيبي.
- دراسة مفهوم موضوع النص ووظائفه.
- النظر في طريق بناء النصوص باختلاف أجناسها الأدبية وأغراضها الكتابية.
- البحث في مكونات إطار الموضوع في أعمال غازي القصيبي.
- علاقة موضوع النص بكل من العنوان والبنى الكبرى والصغرى في أعمال القصيبي.
- الوقوف على أثر موضوع النص في بناء النص وتوجهه في أعمال القصيبي.
- أثر هذا النوع من الدراسات في فهم النصوص وتحليلها.
ويسعى البحث الحالي من خلال أعمال القصيبي إلى الإجابة عن التساؤلات الآتية:
ما مفهوم موضوع النص ووظائفه؟
هل بناء النص الشعري يوازي بناء النص الروائي وغيره من أنواع النصوص المختلفة؟
* كيف تكون إطار الموضوع في أعمال غازي القصيبي؟
ما علاقة موضوع النص بكل من العنوان والبنى الكبرى والصغرى في أعمال القصيبي؟
كيف يؤثر موضوع النص في بناء النص وتوجهه في أعمال القصيبي؟
كيف يؤثر هذا النوع من الدراسات في فهم النصوص وتحليلها؟
تعددت الدراسات النصية التي تناولت موضوعات ومدونات مختلفة».
وتعد سيرة الفقيد الأديب الدكتور: غازي بن عبدالرحمن القصيبي، من أكثر السير التي تحفل بالأدب الغني بالدراسة والتحليل، فهو فرصة للباحثين في هذا المجال الخصب الذي يدفع شداة الأدب لدراسته.