تبرز أهمية القراءة بأنها المفتاح الرئيس للتعلم، وهي المدخل الحق لكل مادة عقلية مكتوبة في أي نظام من نظم المعرفة، ويعد الفهم القرائي أساس عملية القراءة، وهو الأساس الذي يبدأ به التلاميذ في تعلم واستيعاب المواد الدراسية، وتجعلهم قادرين على حل المشكلات، وتحديد الأهداف والأفكار في موضوع ما، فيصبحون أكثر خبرة ونضجا.
وعليه ينبغي على المعلم معرفة مستويات فهم المقروء، والتي تتضمّن مهارات متنوّعة:
* مستوى الفهم المباشر (الحرفي أو السطحي): ويقصد به قدرة القارئ على فهم الكلمات والجمل والأفكار فهما مباشرا كما وردت في النصّ صراحة، ومن مهارات هذا المستوى: تحديد المعنى المناسب، تحديد المترادفات، والأضداد، والمعنى المشترك، والفكرة العامة، والأفكار الفرعية، وإدراك الترتيب المكاني والزماني، وترتيب الأولويات على وفق الأهمية.
* مستوى الفهم التفسيري (الاستنتاجي): ويقصد به قدرة القارئ على تحديد المعاني الضمنية العميقة التي أرادها الكاتب، ولم ترد صراحة في النصّ، ومن مهارات هذا المستوى: مهارة استنتاج أوجه الشبه والاختلاف (استنتاج العلاقات بين الأفكار)، مهارة إدراك العلاقات السببية (فهم ما بين السطور وما وراءها)، مهارة تحديد أهداف الكاتب ومقاصده، مهارة معرفة الاتجاهات والقيم الواردة، والأفكار الضمنية العميقة في النصّ المقروء.
* مستوى الفهم الناقد: ويقصد به قدرة القارئ على إصدار الحكم على النصّ المقروء لغويا، ودلاليا، ووظيفيا، على وفق قواعد وأسس ومعايير وأطر مرجعية مناسبة، ومن مهارات هذا المستوى: التمييز بين الأفكار الرئيسة والفرعية، التمييز بين المعقول وغير المعقول، والحقائق والآراء، تحديد مدى مصداقية الكاتب ودوافعه، تكوين رأي حول الأفكار الواردة في النصّ، الحكم على أصالة المادّة المقروءة، ومدى مناسبتها للعصر.
* مستوى الفهم التذوّقي: ويقصد به قدرة القارئ على الفهم العميق القائم على خبرته التأملية، وإحساسه بأحاسيس الكاتب ومشاعره، ومن مهارات هذا المستوى: مهارة إحساس القارئ بما أحسّه الكاتب أو الشاعر أو الأديب، مهارة إدراك القيم الجمالية السامية أو الإيحائية أو الحالة الشعورية في النصّ.
* مستوى الفهم الإبداعي: هو مستوى عال من الفهم يتطلّب من القارئ ابتكار أفكار جديدة غير مألوفة (المبادأة والابتكار والخروج عن المألوف)، ومن مهارات هذا المستوى: اقتراح حلول جديدة لمشكلات واردة في النصّ، التنبّؤ بالأحداث قبل الانتهاء من قراءة النصّ، بيان نهاية المقروء ما لم يحدّد الكاتب نهاية له، تحديد عناصر المقروء وحبكته وأحداثه، وتمثيل المقروء ومسرحته، القدرة على ترتيب أحداث النصّ المقروء بصورة إبداعية.
ومن أهم معايير فهم المقروء ما جاءت به وثيقة مجال تعلم اللغة العربية (وزارة التعليم 2019م) للمرحلة الابتدائية:
-طرح أسئلة في مختلف مستويات فهم المقروء (الفهم الحرفي، والاستنتاجي، والنقدي، والتذوقي، والإبداعي)، بحيث يوظف التلاميذ معارفهم وخبراتهم في النص.
-استخلاص الأفكار الرئيسة والفرعية في النص المقروء، وإعادة ترتيبها وتنظيمها.
-التمييز بين الحقائق والآراء.
-استخلاص التلاميذ للقيم، والاتجاهات الإيجابية من النص، وتوضيح أهميتها، وأثرها في أنفسهم ومجتمعهم.
-تذوق النص بإبداء رأي التلاميذ فيه، وتعليل إعجابهم.
-توظيف التلاميذ لمغزى النص وأفكاره في حل مشكلات مدرسية، أو حياتية، أو مجتمعية بطرائق علمية.
-تبنّي وجهات النظر حول قضايا النص، واستخدام وسائل الإقناع الممكنة لدعم الآراء.
** **
- محمد بن عثمان الخنين