نعم أحب السعودية، فقد جئت من السودان للعمل فيها وعمري لم يتجاوز وقتها الرابعة والعشرين؛ فاستقبلتني بفؤاد الأب الكريم وحنين الأم الرؤوم وبكرم أهلها الفياض وكان ذلك في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه -؛ عشت في أرضها الطيبة مهبط الوحي وتنفست هواها وشربت ماءها ومشيت في شوارعها النظيفة والمنظمة وصليت في مساجدها خلف أئمتها المرتلين بأعذب الأصوات؛ وشاهدت بأم عيني عبر السنوات التطورات التي حدثت في جميع المجالات. عملت في مراكز بحوثها وفي مكتباتها المرتبة الغنية بالعلم والثقافة والجو العلمي والدراسي الرفيع، وقرأت في تلك المكتبات عن جذور الدولة السعودية الراسخة وعن مؤسسها الإمام محمد بن سعود طيب الله ثراه؛ وقرأت أيضاً عن بطولات ملك الأبطال الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود جعل الله الجنة مثواه؛ وشاهدت التطور العمراني والاقتصادي والثقافي الذي حدث في عهد ملك الإنسانية والوفاء الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، يحفظهما الله، وكونت فيها صداقات مع رجال طيبي السيرة والسريرة من الدواسر وعتيبة وقحطان وعنزة وحرب وزهران ومطير وغامد وشمر وبنو شهر والحجر وشهران وسبيع وغيرهم من كرام هذا الوطن الأرض؛ وعرفت من خلالهم المعني الحقيقي للمثل الذي يقول (معرفة الرجال كنز) لأن كلاً منهم يعتبر بالنسبة لي كنزاً أهدتني له الدنيا كباقة ورد جميلة وكحامل المسك؛ رجال أحسبهم صالحين والله حسيبهم ولا أزكي على الله أحداً؛ لهذا كله أقول لكم بمناسبة يوم التأسيس كل عام والسعودية وقيادتها الرشيدة وشعبها الطيب بألف خير؛ أدام الله عليكم عز وطنكم، وكل عام والسعودية شامخة أرضاً للأمان والرخاء والنماء، ومنارة للتوحيد؛ وأسأل الله أن يحفظها عزيزة إلى يوم يبعثون.
** **
- سموأل محمد إبراهيم