تتميز ثقافة المملكة العربية السعودية بارتباطها بالتراث الإسلامي ، والثقافة العربية التي ضربت جذورها في المملكة منذ أكثر من 3000عام.
وتُعد الثقافة جزء مهم من رؤية المملكة الطموحة 2030؛ لذا جاءت تسمية عام 2024 بــ (عام الإبل) احتفاء بالقيمة الثقافية التي تمثلها الإبل في موروث أبناء الجزيرة العربية.
ولقد ظهر البعد الثقافي في مهرجان جادة الإبل فكان السخاء البحثي والاستقصاء المعرفي عنوان تلك الجادة الثقافية.
ففي مساحة ضاربة في رياض الجمال امتزج الفصيح بالشعبي، فكأننا شددنا الرحال إلى الإبل في مستقرها نرصد صورتها ووقع خفافها، وأنغام حدائها، وحنينها، وأشواقها...مرة ، ونصغي إلى أصحابها وهم يتغنون بها مرة أخرى، ثم نرهف السمع لما يودعونه بها من خطرات نفوسهم، وخلجات قلوبهم، وفيض تجاربهم؛ فنجد أنفسنا في عالم خصب بواح بالدلالات الشعرية الكثيفة.
ومما يميز المهرجان الثقافي لجادة الإبل الإمساك بخيوط هذا النسيج المتغلغل في ثقافتنا وتراثنا الخالد ، من خلال رصد العلاقة بين العربي وإبله ، والكشف عن إبداعات أهله الفكرية والأدبية.
ولقد انطوت السلسلة الثقافية على رؤية شاملة مكنتها من تقديم صورة الإبل بعبقها التاريخي والأدبي والجغرافي، ولاغرابة في ذلك فإن مركز صالح الرخيص الثقافي كان خلف هذا المزيج من الأوراق الأدبية والفنون الشعبية التي اتخذت صورة الإبل عنوانها فلهم كل الامتنان على هذا التنظيم، وهذا البر الثقافي.
أما المبدع الدكتور أحمد المخيدش فقد أدهشنا بطرحه وفكره في قيادة هذه الرحلة الملهمة، المؤطرة بالشغف والهمة في مهرجان ضخم يحتفي بالهوية الثقافية السعودية.
** **
- د. نوف بنت سالم الشمري