تعدّ من أهم الركائز الاستراتجية التي انبنى عليها مشروع مجمع الملك سلمان للغة العربية تعزيز الهوية الوطنية والتبادل الثقافي ، وسنحاول في هذا المقال أن نقارب هاتين الركزتين من خلال آليات التنفيذ التي تتطلب تظافر وتكامل الوزرات في المملكة العربية السعودية لتحقيق مستهدفات المجمَع الذي يعدّ رائدًا رغم قصر عمره.
ولذلك سنناقش في هذا المقال آلية تعزيز الهوية الوطنية والتبادل الثقافي، وسنجعل العمل مع وزارة التعليم مقترحًا لتنفيذ جزء من مستهدفات المجمَع ؛ نظرًا لأن وزارة التعليم هي أكثر وزارة يمكنها تعزيز الهوية الوطنية كونها تتماس مع أهم شريحةٍ وهي شريحة النشء من الجيل القادم ، وتملك وزارة التعليم إمكانيات لتنفيذ عدد من المشاريع التي يمكن التعاون مع مجمع الملك سلمان للغة العربية .
وسنضع عددًا من المقترحات التي نجد أنها تحقق التكامل بين هاتين الجهتين:
1-عقد اتفاقية بين مجمع الملك سلمان ووزارة التعليم لتنفيذ عدد من الفعاليات المشتركة على مستوى المملكة من قبيل : مهرجان متنقل بين إدارات التعليم يشمل على المهارات التي تنمي اللغة العربية (الخطابة – حفظ النصوص القديمة – المسرح الفصيح – الشعر – معارض الخطوط).
2-تنفيذ دورات ذات ميزات عالية ينظمها المجمع للمعلمين والطلاب بالتعاون مع إدارة الابتعاث والتدريب في وزارة التعليم لدعم الحديث بالفصحى داخل المرافق الرسمية وفي الحياة العامة.
3-قيام وفد من المجمع بزيارة عدد من المدارس التي ستقوم بتنفيذ برنامج ( يوم بالفصحى ) وهو برنامج يقوم على فكرة الحديث بالفصحى من كل الموجودين في المدرسة لمدة يوم دراسي، وتكون الجائزة قيّمة تشجع المدارس على خوض المنافسة.
4- إصدار مجلة مشتركة بين وزارة التعليم ومجمع الملك سلمان ، بهدف استكتاب الطلاب والمعلمين لإظهار مواهبهم ، وتكريس علاقتهم باللغة العربية ، وتحظى المجلة بانتشار واسع ومكافأة مالية للنصوص الجيدة، وطباعة فاخرة.
كثيرة هي الأفكار التي يمكن أن تنفذها وزارة التعليم لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030م ، ومن ضمنها الركائز الاستراتجية لمجمع الملك سلمان للغة العربية ، والطموح عال ، لكن الجدير بنا أن نبدأ.
** **
د.يحيى عبدالهادي العبداللطيف - باحث سعودي في الأدب والنقد