ذهبت كالمعتاد للعمل باكراً، تقوم بواجباتها المنزلية لأنها أم وكذلك موظفة، وتمارس حياتها الطبيعية..
تخرج للناس بكل إيجابية وقوة تجعلها تؤدي مهامها على الوجه المطلوب وربما تحاول، وكما اعتاد الجميع رؤيتها تبذل وتتفانى في عملها، وتدخل حصصها، وتُعلم طُلابها.. تُحفز المتفوق، وتدعم المُخفق حتى يصل.
لم يكن أحدٌ ممن حولها سواء في مجال عملها أو خارجه يعلم مدى المعاناة التي تعيشها...
وهكذا يمضي يومها...
وشاء الله أن تأتي موظفة جديدة، وتتعرف عليها، وبحكم الظروف لأنها لا تسكن بنفس المدينة أصبحت ملازمة لها في نفس المواصلات عند الصباح والظهيرة، فكانت مختلفة تماماً عمن عرفتهم سابقاً.. شخصية صعبة مُنغلقة لم تود الخوض في تفاصيلها.. كالنور الذي أضاء عُتمتها، ومع مرور الأيام، وتسلسل الأحداث، وكثرة المواقف بدأت تتبين ملامح تلك الروح، وتشاء لها المواقف أن تكون قريبة منها ولكن الوقت لم يُسعفها للبوح لها...
فرحلت...!
** **
- زايدة حقوي