بدعوة كريمة من الأستاذ الدكتور نايف بن صالح المعيقل وكيل جامعة الجوف، وعميد كلية المعلمين في الجوف سابقًا قامت كوكبة من وكلاء وزارة التربية والتعليم، وعمداء كليات المعلمين سابقًا، وبعض أعضاء هيئة التدريس بكليات المعلمين، والجامعات السعودية بزيارة إلى منطقة الجوف خلال الفترة من (5 - 7 / 08/ 1445هـ)، الموافق (15 - 17 / 02 / 2024 م). وقد استقبلنا في المطار كل من الدكتور نايف المعيقل، والدكتور عبدالكريم المحيسني، وكوكبة من أبناء منطقة الجوف الأوفياء، وقد غمرونا بلطفهم وكرمهم وحفاوتهم البالغة، واستقبالهم الحار. ومما لفت انتباهي أثناء هذه الجولة لمنطقة الجوف أن الله - عز وجل - قد حباها عدة مميزات، إذ إنها تحتوي على الكثير من الآثار والمزارع النموذجية، وخاصة زراعة النخيل والزيتون، ومما سرني كثيرًا أن برنامج الزيارة كان حافلاً بعدد من الزيارات للأماكن الأثريّة، والمهرجانات التي أقيمت في المنطقة، وفعاليات برنامج الزيارة سار على النحو التالي:
أولاً: زيارة مهرجان الزيتون الذي يقام سنويًا في منطقة الجوف، الذي يضم عددًا من الشركات الرائدة في زراعة الزيتون، وتحتوي المنطقة على أكبر مزرعة للزيتون بالعالم، وقد تضمن المعرض عروضًا للزيتون، وزيت الزيتون، والعسل، والزعتر، والتمور وخاصة حلوة الجوف) المشهورة في المنطقة.
ثانيًا: قلعة (زعبل) وهي قلعة أثرية تقع شمال (سكاكا) في منطقة الجوف شمال المملكة، وعمرها حوالي (900) سنة، قد قال عنها المؤرخ حمد الجاسر: إنها حصن لم نجد له ذكراً فيما بين أيدينا من مصادر، وتدل آثاره أنه بني قبل الإسلام، وهو كالحارس لمسافة واسعة من بلاد الجوف، والمزارع المنتشره حولها.
ثالثًا: زيارة دومة الجندل وشملت الزيارة في دومة الجندل ما يلي:
أ - قلعة (مارد) التي تعد حصنًا للحرب، وظهرت في العهد الآشوري، وهي من أهم القلاع الأثرية في شمال المملكة، وتسمى حصن (مارد)، وارتفاعها حوالي (12) مترًا، وقد بنيت قبل تاريخ الميلاد، ويوجد بداخل القلعة بئران، وتضم غرفًا للحرس؛ لمراقبة الجيوش الغازية، ويوجد بها سور كبير من الحجر، كما يوجد فيها أربعة أبراج مخروطية الشكل في كل الجهات الأربع للمراقبة.
ب - مسجد عمر بن الخطاب، ويقع في وسط مدينة (دومة الجندل) القديمة، وهو يمثل استمرارية تخطيط المساجد الأولى في الإسلام، وقد بناه عمر بن الخطاب في سنة (17) الهجرية أثناء توجهه إلى بيت المقدس، كما يتبع المسجد مئذنة بنيت من الحجر بارتفاع (7) أمتار.
ج - سوق (دومة الجندل)، ويعد من من أوائل أسواق العرب ذات المكانة الثقافية والاقتصادية الكبيرة في الإسلام، ويقع أسفل قلعة (مارد).
رابعًا: زيارة محطة سكاكا للطاقة الشمسية التي تعد نموذجًا ناجحًا لإمكانات المملكة في مجال الطاقة المتجددة، وهو من أوائل مشاريع الطاقة الشمسية في المملكة، والذي يتوافق مع خطة المملكة لاستخدام طاقة نظيفة عام (2030 م).
خامسًا: التوجّه بزيارة قصيرة لجامعة الجوف التي تقع بين مدينة (سكاكا)، و(دومة الجندل) وتتميز هذه الجامعة بسعة مساحتها، ومرافقها وجمال مباني كلياتها، ومختبراتها ومرافقها العامة.
سادسًا: زيارة بحيرة (دومة الجندل)، وهي بحيرة اصطناعية، وليست طبيعية، وهي أكبر بحيرة اصطناعية بالشرق الأوسط، وقد نشأت من جرّاء تدفق ري مزارع النخيل للمنطقة، ويزداد منسوبها مع هطول الأمطار.
وفي الختام نقدم الشكر والتقدير لكل من ساهم في الإعداد والتجهيز لهذه الزيارة الميمونة، وخاصة الدكتور محمد الصايغ، والدكتور محمد الرويشد، والشكر موصول للدكتور عبدالله عطار الذي وثّق هذه الجولة بتصويره المتميز للصور التذكارية المعبرة عن برنامج الجولة. كما نشكر الدكتور نايف المعيقل، والدكتور عبدالكريم المحيسني، وأبناء منطقة الجوف الكرماء على كرم الضيافة والحفاوة وجودة التنظيم، والترتيب لهذه الجولة.
** **
- د. زيد بن علي الدريهم