وقفت منبهرًا أمام لوحة للفنان الصديق صالح العلي النقيدان أسماها «أحاسيس»
وأثارت فيني لغز التأمل والحيرة حين شعرت أنها تشبه شوارد نفسي، حتى العين المرسومة تشبه عيني حين يعبر جفافها عن غزارة بحر الدموع في جغرافية أعماقي...!
الريشة التي بيده ارتعشت ورسمت تشبه نقوش أصبع يدي السادس حين يقطر الدمع الأزرق منه ليكتب كلمات تفقد بين السطور زرقتها لتعبر عن أحاسيس ملونة فيها الأسود يعبر عن عتمة ليل خاطري، وفيها الأحمر يعبر عن نزف جراح قلبي..
فيها الأزرق يعبر عن البحر العميق الذي أخافه وأعشقه..
فيها البياض الذي يشبه جليد الحرمان الذي لا يذوب المتراكم فوق قلبي العاري.. وكل لون في لوحة فناننا المبدع وجدت فيه لون أحاسيس قاسية تغرز شوكتها في صميم خاطري....!
كأن ريشة صالح النقيدان مشرط ينكأ جراحًا تتخيل أن الخطوط في اللوحة أوتار ممزقة تئن من الألم...!
أتخيل أنني أرى في اللوحة رأس خيل أسرج بالأحاسيس المبعثرة سيحملني من صحراء ذاتي والمشاعر الظامئة فيها الى فضاء خارج الإطار حيث صمت...ولوحة بيضاء، وورقة بيضاء فيها تلتئم شوارد نفسي وترتمي في أحضان صمتي!
علقت اللوحة على جدار غرفتي فشعرت أن الطبيب عمل منظارًا لأعماقي أحاسيس في العروق حالمة مازالت تنبض... وأخرى تخثرت بعد نوبة الحرمان!
آه من الأحاسيس التي تتوثب من ذاكرة عيني لتفترس لحظات نسياني وسلواي!
ليتني تخيلت أن ألوان اللوحة بالونات أطفال في حفلة ذكرى ميلاد!
والنار الباردة المتطايرة من الشموع تطفئها الضحكات قبل الأنفاس!
ليتني تخيلت أن الجراح حبات الكرز اللذيذة!
ليتني رأيت الخطوط الحمراء كحناء يزين يد أمي التي هدهدت جرحي ومسحت دمعتي!
ليتني ... وليتني ... وليتني
ولكن ليت لا تغير إحساسي في لوحة أحاسيس باحت بها نفسي حين أبصرت ما يشبهها
في لوحة فناننا المبدع صالح النقيدان، هذا هذيان كاتب وجداني وقف أمام اللوحة تسور إطارها ثم تسورت شخوصها ذات، حتى بكى منها وعليها! إحساس الفنان صالح النقيدان وأحاسيس عازف الصمت عبد العزيز الجطيلي البوح تناغم مع البوح.
** **
عبدالعزيز حمد الجطيلي - عنيزة
email: ayamcan@hotmail.com *** twitter: @aljetaily